عاجل

إسرائيل تمنع وفدًا عربيًا وزاريًا من دخول رام الله لدعم السلطة

أعلن مصدر فلسطيني مطّلع أن الحكومة الإسرائيلية أبلغت رسميًا السلطة الفلسطينية بقرار منع دخول الوفد الوزاري العربي إلى مدينة رام الله والذي كان مقررًا أن يصل الأحد في زيارة قصيرة تقتصر على يوم واحد يلتقي خلالها الرئيس محمود عباس وعددًا من القيادات الفلسطينية بهدف مناقشة دعم سياسي ومالي للسلطة الفلسطينية

أوضح المصدر الفلسطيني أن هذا القرار الإسرائيلي يأتي انسجامًا مع نهج حكومة بنيامين نتنياهو الرامي إلى تقويض دور السلطة الفلسطينية على الساحة الداخلية والإقليمية خصوصًا في ظل الجهود الدبلوماسية المتسارعة لدعمها سياسيًا واقتصاديًا من قبل عدة دول عربية

أكد أن اتصالات حثيثة تُجرى حاليًا بين الأطراف العربية والقيادة الفلسطينية لمحاولة التراجع عن هذا القرار وفتح المجال أمام الوفد العربي لتنفيذ زيارته المقررة في موعدها المحدد

أشار إلى أن الوفد الوزاري العربي كان من المقرر أن يضم وزراء خارجية السعودية ومصر والأردن وعدد من الدول الإسلامية والعربية المؤثرة ضمن اللجنة الوزارية العربية الإسلامية التي تترأسها المملكة العربية السعودية وتُعنى بمتابعة تطورات القضية الفلسطينية وخاصة الوضع في قطاع غزة والضفة الغربية

صرح السفير الفلسطيني لدى المملكة العربية السعودية مازن غنيم أن جدول أعمال الزيارة يتضمن لقاءً مباشرًا مع الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية لمناقشة آليات الحراك العربي المشترك لحشد الدعم الدولي من أجل الاعتراف الكامل بدولة فلسطين على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية

لفت غنيم إلى أن الوفد كان يهدف إلى بلورة موقف فلسطيني عربي موحد لدفع عملية سياسية تفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وذلك في ظل التحضير للمؤتمر الدولي لحل الدولتين المزمع عقده ما بين 17 و20 يونيو القادم في مقر الأمم المتحدة بنيويورك

أوضح أن الزيارة تهدف أيضًا إلى الاطلاع على التطورات الميدانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة ونقل صورة دقيقة وشاملة حول المعاناة اليومية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني جراء الاحتلال المستمر والانتهاكات الإسرائيلية المستمرة في الضفة الغربية والقدس

أضاف أن اللجنة العربية الإسلامية كانت تستعد للاستماع إلى رؤية وملاحظات القيادة الفلسطينية بشأن المرحلة المقبلة خاصة في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة والضفة والتصعيد المستمر الذي خلف آلاف الضحايا والجرحى منذ بداية أكتوبر الماضي

نوه بأن الهدف الرئيسي من هذه الزيارة يكمن في كسر حالة العزلة التي تحاول إسرائيل فرضها على القيادة الفلسطينية ومنع أي دعم خارجي يسهم في استقرارها السياسي أو المالي خاصة بعد توقف الدعم الأمريكي المباشر وتراجع الدعم الأوروبي بشكل ملحوظ خلال الأشهر الماضية

استدرك بالقول إن القرار الإسرائيلي الأخير يعكس توجهًا خطيرًا يستهدف عرقلة أي جهود عربية جماعية تهدف إلى إعادة إحياء القضية الفلسطينية في المحافل الدولية وقطع الطريق على أي مبادرات من شأنها تعزيز مكانة السلطة الفلسطينية في ظل ظروف سياسية وأمنية شديدة التعقيد

زعم بعض المسؤولين الإسرائيليين في أحاديث غير معلنة أن الوفد العربي جاء بجدول أعمال يشكل خطرًا على توجهات الحكومة الحالية التي ترفض أي مسار سياسي يقود إلى إقامة دولة فلسطينية معتبرين أن السماح بزيارات كهذه يفتح المجال أمام تدخلات خارجية غير مرغوب فيها

أردف المصدر الفلسطيني بالتأكيد أن القيادة الفلسطينية تنظر بقلق بالغ لهذا القرار وتعتبره تصعيدًا خطيرًا ومقصودًا يرمي إلى إفشال أي تحرك عربي أو دولي داعم للحقوق الفلسطينية ويزيد من تعقيد المشهد السياسي في لحظة حرجة تستدعي مواقف واضحة وصريحة من المجتمع الدولي

أعلن مسؤولون فلسطينيون أن القيادة ستتوجه إلى الأمم المتحدة وعدد من العواصم المؤثرة لطرح هذه المسألة على أعلى المستويات وطلب تدخل عاجل يضمن حرية العمل السياسي والدبلوماسي داخل الأراضي الفلسطينية

أكد أن إقدام إسرائيل على منع الوفد الوزاري العربي من دخول الضفة الغربية ليس فقط انتهاكًا للأعراف الدبلوماسية بل يمثل أيضًا استهدافًا مباشرًا للدور العربي في دعم السلام والاستقرار في المنطقة

لفت إلى أن إسرائيل تسعى من خلال هذا القرار إلى تكريس واقع الاحتلال وفرض مزيد من العزلة على القيادة الفلسطينية في الوقت الذي تتجه فيه الأنظار نحو مؤتمر دولي مهم قد يعيد طرح القضية الفلسطينية على طاولة المجتمع الدولي

نبه مسؤولون فلسطينيون إلى أن تجاهل المجتمع الدولي لهذا التصرف الإسرائيلي من شأنه أن يفتح الباب أمام مزيد من الانتهاكات ويمهد لمرحلة خطيرة من الفوضى السياسية والأمنية في الأراضي الفلسطينية المحتلة

طالب الفلسطينيون الدول العربية والإسلامية باتخاذ موقف جماعي حازم يعكس الرفض القاطع لهذا القرار ويؤكد التزام العالم العربي بدعم نضال الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى