ارتفاع صادرات البطاطس لمليون طن مع خسائر فادحة للمزارعين وتضخم أسعار الدواجن

أكدت وزارة الزراعة تحقيق طفرة هائلة في صادرات البطاطس خلال الموسم الحالي بتجاوزها حاجز المليون طن مقارنة بـ 832 ألف طن في الموسم الماضي، ما يعكس زيادة ملحوظة في حجم التصدير.
أوضحت الأرقام أن هذا النمو في الصادرات جاء متزامناً مع فائض كبير في الإنتاج المحلي بلغ 3.5 مليون طن خلال العروة الصيفية فقط، مما أدى إلى تراجع أسعار البطاطس بشكل حاد في الأسواق المحلية.
أشار المزارعون إلى أن هذه الزيادة في الإنتاج تسببت في خسائر مالية كبيرة لهم، حيث بلغ متوسط تكلفة إنتاج الكيلو الواحد 10 جنيهات في مقابل سعر بيع لا يتجاوز 3 جنيهات، أي أن الخسارة صافية تصل إلى 7 جنيهات لكل كيلو يتم إنتاجه.
نوه المزارعون بأن أسباب الخسائر تعود إلى ارتفاع أسعار مستلزمات الزراعة مثل الأسمدة والمبيدات والتقاوي المستوردة، بالإضافة إلى زيادة تكلفة الري نتيجة ارتفاع سعر السولار، إضافة إلى ارتفاع إيجارات الأراضي الزراعية التي وصلت إلى 40 ألف جنيه للفدان، ما يثقل كاهل المزارع بشكل كبير.
صرح طارق سليمان، رئيس قطاع الثروة الحيوانية والداجنة بوزارة الزراعة، بأن إنتاج الدواجن المتوقع لهذا العام سيرتفع بنسبة 15% ليصل إلى 1.6 مليار دجاجة، وهو ما كان من المفترض أن يساعد في استقرار أسعار الدواجن.
ومع ذلك، شهدت أسعار الدواجن البيضاء ارتفاعًا غير مبرر، حيث بلغ سعر الكيلو 110 جنيهات، بزيادة تصل إلى 46% مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي.
أعلن ثروت الزيني، المتحدث باسم اتحاد منتجي الدواجن، استقالته بعد تصريحاته عن نفوق 30% من الثروة الداجنة، وهو ما أثار جدلاً واسعاً.
نفى اتحاد منتجي الدواجن بشكل رسمي وجود خسائر في الثروة الداجنة، إلا أن واقع الأسعار المرتفعة لا يزال يعكس ضغوطاً كبيرة على المستهلكين وعلى السوق بشكل عام.
أضاف خبراء في القطاع أن الفائض الكبير في البطاطس في مقابل عدم استقرار أسعار الدواجن يؤكد وجود خلل في آليات التسويق والتوزيع، مما يستوجب تدخلات عاجلة لضبط السوق وحماية مزارعي البطاطس والمستهلكين في الوقت ذاته.
ختاماً، أشار المتابعون إلى ضرورة وضع حلول عاجلة لمعالجة ارتفاع تكاليف الإنتاج الزراعي والتقلبات السعرية في السوق الداجني، حفاظاً على استدامة القطاعين الزراعي والداجني ودعم مزارعي البطاطس في مواجهة الخسائر المتزايدة.