العالم العربي

الإمارات تعلن التطبيع خياراً سيادياً استراتيجياً رغم انتقادات مستمرة وسياسات فاشلة

أكد المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات أنور قرقاش أن قرار التطبيع مع إسرائيل يمثل خياراً سيادياً اتخذته الدولة بناء على مصالحها الوطنية الاستراتيجية.

أشار قرقاش إلى أن هذا القرار يأتي ضمن رؤية واضحة لتعزيز مكانة الإمارات ودورها في المنطقة، مشدداً على أن انتقادات التطبيع تعكس استمرار سياسات فاشلة تستهدف عرقلة التقدم والتغيير في المجتمعات العربية.

أوضح قرقاش أن توقيع الاتفاق التاريخي لتطبيع العلاقات مع إسرائيل جاء تحت رعاية الولايات المتحدة قبل خمس سنوات، في خطوة غير مسبوقة عربياً منذ عقود.

وأشار إلى أن الاتفاق الذي يُعرف بـ”اتفاق أبراهام” وضع الإمارات كثالث دولة عربية تقيم علاقات رسمية مع إسرائيل بعد مصر التي سبقتها عام 1979 والأردن عام 1994.

أفاد بأن تجربة مصر مع اتفاق السلام رغم مرور أكثر من أربعين عاماً عليها لم تكن خالية من التحديات، إذ تعرض الاتفاق للاختراق عدة مرات في السنوات الماضية، مما يؤكد تعقيدات مسيرة السلام.

لفت قرقاش إلى تحذيرات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للمطبعين الجدد بشأن ما عاناه المطبعون السابقون، موضحاً أن الحل الحقيقي يكمن في قيام دولة فلسطينية مستقلة بدلاً من استمرار سياسة التطبيع التي قد تضعف القضية الفلسطينية.

أضاف أن التطبيع بالنسبة للإمارات مبني على دراسة متأنية ومصلحة استراتيجية لا يمكن المساومة عليها، معتبراً أن الاستفادة من العلاقات مع إسرائيل تعزز من فرص الأمن والاستقرار الاقتصادي والسياسي في المنطقة.

نوه قرقاش بأن هناك جهات تحاول استغلال قضية التطبيع لتحقيق مكاسب سياسية داخلية أو لتعطيل مسارات التطوير، مؤكداً أن الإمارات تركز على بناء مستقبل مختلف يعزز مصالحها في ظل تحديات إقليمية ودولية متزايدة.

أشار إلى أن الإمارات تسعى لتطوير علاقاتها مع جميع دول المنطقة والعالم، مبنية على احترام السيادة وحق اتخاذ القرارات بما يخدم مصالح الشعوب ويحقق التنمية.

رد قرقاش على الانتقادات بنبرة حاسمة، مؤكدًا أن التحولات التي شهدتها السياسة الخارجية الإماراتية هي تعبير عن وعي جديد بأهمية التكيف مع المتغيرات العالمية، وأن التطبيع مع إسرائيل جزء من هذا المسار الاستراتيجي الذي لا رجعة عنه.

أردف أن الإمارات ستستمر في الدفاع عن خياراتها السيادية ضمن إطار من الحكمة والمصلحة الوطنية، مع الالتزام بالقضايا العربية العادلة، بما في ذلك دعم القضية الفلسطينية ضمن الحلول السياسية السلمية التي تضمن حقوق الشعب الفلسطيني.

أكد أن الإمارات تدرك تماماً الأبعاد المختلفة لهذه الخطوة، لكنها مقتنعة بأن المصالح الوطنية تتطلب اتخاذ قرارات حاسمة بعيداً عن الضغوط والتدخلات الخارجية التي لا تخدم مصالح شعوب المنطقة.

أجاب قرقاش على تساؤلات حول الفخر الإماراتي بالتطبيع، مؤكداً أن ذلك يأتي من ثقة الدولة في قراراتها التي تعزز مكانتها الإقليمية والدولية، وترسي أسس تعاون مستدام يساهم في تحقيق التنمية والازدهار.

أشار إلى أن الاتفاق مع إسرائيل يفتح آفاقاً جديدة للتعاون الاقتصادي والتكنولوجي والأمني، مما ينعكس إيجاباً على رفاهية الشعب الإماراتي ويعزز من قدرة الدولة على مواجهة التحديات المستقبلية بقوة وثبات.

لخص قرقاش رؤية الإمارات بأن التطبيع هو مسار سيادي يسير وفق مصلحة الدولة العليا، وأن الانتقادات لا تؤثر على تصميمها في مواصلة هذا الطريق الذي يعزز من حضورها الدولي ويحقق التوازن في العلاقات الإقليمية.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى