مندوب فلسطين يبكي أمام مجلس الأمن ويكشف معاناة مليونَي طفل غزة المأساوية
أكد مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور تأثره الشديد أثناء مناقشته الوضع الإنساني الحرج في قطاع غزة أمام مجلس الأمن الدولي حيث أجهش بالبكاء متحدثًا عن المعاناة التي يواجهها أكثر من 2 مليون طفل فلسطيني في القطاع المحاصر
وأضاف أن هؤلاء الأطفال يعانون من نقص حاد في الغذاء والماء والرعاية الصحية نتيجة الحصار المستمر والحروب المتكررة التي دمرت البنية التحتية بشكل شبه كامل
أوضح منصور أن الحالة الإنسانية في غزة وصلت إلى مستويات كارثية تستدعي تحركًا دوليًا عاجلاً لإنقاذ الأطفال والنساء وكافة المدنيين الذين يعانون من الانعدام التام لأبسط مقومات الحياة مشيرًا إلى أن العديد من المدارس والمستشفيات تعرضت للقصف مما أدى إلى مقتل وجرح أعداد كبيرة من الأطفال
وقال إن نسبة الفقر تجاوزت 70 بالمائة في غزة ويعيش أكثر من 80 بالمائة من السكان تحت خط الفقر مدفوعين إلى حالة من اليأس والعجز
أشار مندوب فلسطين إلى أن الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة لأكثر من 16 عامًا أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية بشكل غير مسبوق وأكد أن نقص الدواء والمستلزمات الطبية حرم آلاف الأطفال من الحصول على العناية اللازمة وأدى إلى ارتفاع معدلات الوفيات بين الرضع والمرضى المزمنين وأضاف أن كل هذه المعاناة تأتي في ظل غياب أي تحرك جدي من المجتمع الدولي للضغط على الاحتلال لإنهاء الحصار وفتح المعابر
نوه منصور إلى أن الصمت الدولي يشكل جريمة إضافية في حق الأطفال الفلسطينيين الذين باتوا بحاجة إلى دعم إنساني عاجل وتدخلات فعالة تضمن لهم الحق في الحياة الكريمة والحرية من العنف والتشريد
ودعا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته الإنسانية والقانونية والتدخل الفوري لإيجاد حل مستدام ينهي هذه المأساة وأكد أن الشعب الفلسطيني لن يتوقف عن المطالبة بحقه في العيش بكرامة وأمان
أضاف مندوب فلسطين أن جلسة مجلس الأمن هذه جاءت بعد تقارير متعددة تحدثت عن وفاة أكثر من 500 طفل فلسطيني في السنوات الأخيرة نتيجة النزاعات المتكررة ونقص الرعاية الصحية
وأشار إلى أن هناك أكثر من 50 ألف طفل يعانون من اضطرابات نفسية حادة بسبب ما مروا به من تجارب مأساوية في ظل العدوان المستمر على قطاع غزة
أوضح أن الحل يكمن في رفع الحصار فورا والسماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل دون قيود وتفعيل الجهود الدولية لإنهاء الاحتلال وإنهاء دائرة العنف لضمان مستقبل أفضل للأطفال الفلسطينيين في غزة
وناشد المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لتنفيذ قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وتقديم الدعم اللازم لإعادة بناء ما دمرته الحروب المتكررة
أردف مندوب فلسطين قائلاً إن قصص الأطفال في غزة أصبحت مرآة لمعاناة البشرية جمعاء وأن صمت العالم عن هذه المآسي هو خيانة لحقوق الإنسان والقيم التي تدعو إليها الأمم المتحدة
وأكد أن الشعب الفلسطيني سيواصل نضاله السلمي والدبلوماسي حتى تحقيق العدالة وإنهاء معاناة الأطفال الأبرياء
بهذا المشهد المؤثر أمام مجلس الأمن لامس مندوب فلسطين وجدان العالم ودعا إلى تحرك عاجل لإنقاذ أكثر من 2 مليون طفل يعيشون في ظروف مأساوية لا إنسانية تتطلب من الجميع تجاوز الخلافات السياسية ووضع الإنسان أولا.
