منع وزراء الخارجية العرب من زيارة رام الله: محاولة لتقويض السلطة الفلسطينية

أكد مسؤول فلسطيني أن قرار منع دخول وزراء الخارجية العرب إلى مدينة رام الله يأتي كجزء من محاولات إسرائيلية لتقويض السلطة الفلسطينية وزيادة الضغوط عليها.
في سياق متصل، أعلنت وزارة الخارجية الأردنية عن تأجيل زيارة اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية الاستثنائية المشتركة بشأن غزة، والتي كانت مقررة يوم غد الأحد، وذلك بسبب رفض إسرائيل دخول الوفد عبر أجواء الضفة الغربية التي تسيطر عليها.
أشار أحمد المجدلاني، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، إلى أن “القرار الإسرائيلي بمنع زيارة الوزراء العرب ليس مستغربًا من دولة فاشية تُمارس اضطهادًا ممنهجًا”. واعتبر المجدلاني أن هذا الإجراء يأتي جزءًا من الضغط المستمر على السلطة الفلسطينية، والذي يترافق مع الحصار المالي وتكثيف الاستيطان.
وفي تعليقٍ سابق، ذكرت صحيفة “يديعوت أحرنوت” الإسرائيلية أن مسؤولاً لم يُسمَّ يعتقد أن السلطة الفلسطينية لا تزال ترفض إدانة الهجمات الأخيرة، مما يزيد من تعقيد الوضع. وأشار المسؤول إلى أن أي خطط لاستضافة لقاء وزراء الخارجية العرب في رام الله ستُعتبر مرفوضة من قبل إسرائيل.
وأضاف: “لن نشارك في خطوات تُفرغ أمننا، ويتوجب على السلطة الفلسطينية الالتزام بالاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل”.
وقال إن زيارة اللجنة الوزارية المنبثقة عن قمة الرياض العربية الإسلامية التي يترأسها وزير الخارجية السعودي، كانت مقررة قبل عدة أشهر وتم تأجيلها في حينه.
وكان من المقرر أن يلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بالوفد، إلى جانب عدد من المسؤولين الفلسطينيين، بحسب المجدلاني.
وأكد المجدلاني، على أن الزيارة تأتي تحضيرا للمؤتمر الدولي للسلام منتصف الشهر المقبل في نيويورك بقيادة السعودية وفرنسا.
وتترأس السعودية وفرنسا بشكل مشترك “المؤتمر الدولي رفيع المستوى من أجل تسوية سلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين” والذي سيعقد في نيويورك، خلال الفترة الممتدة بين 17 و20 يونيو/ حزيران المقبل، وفق الموقع الإلكتروني للأمم المتحدة.
من جانبها، قالت وزارة الخارجية الأردنية في بيانها إن أعضاء اللجنة يصلون مساء السبت إلى عمان في زيارة كانت تهدف إلى عقد اجتماع تنسيقي قبيل زيارة مقررة إلى رام الله؛ والتي تم تأجيلها في ضوء تعطيل إسرائيل رفض دخول الوفد عبر أجواء الضفة.
ونقل البيان، عن الوفد تأكيده على أن قرار إسرائيل منع زيارته إلى رام الله ولقائه بالرئيس الفلسطيني ومسؤولين آخرين يمثل “خرقا فاضحا لالتزامات إسرائيل بصفتها القوة القائمة بالاحتلال”.
وأشار إلى أن هذا القرار يعكس أيضا “حجم غطرسة الحكومة الإسرائيلية، وعدم اكتراثها بالقانون الدولي، واستمرارها في إجراءاتها وسياساتها اللاشرعية التي تحاصر الشعب الفلسطيني الشقيق وقيادته الشرعية، وتكرس الاحتلال، وتقوّض فرص تحقيق السلام العادل والشامل”.
ويأتي هذا المنع في وقت تواصل فيه إسرائيل إبادتها الجماعية بقطاع غزة وتعمق من الكارثة الإنسانية عبر مواصلة تجويع الفلسطينيين هناك منذ أن أغلقت المعابر في 2 مارس/ آذار، مانعة دخول الغذاء والدواء والمساعدات والوقود.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق إبادة جماعية بقطاع غزة خلفت أكثر من 178 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين.
وبالتوازي مع إبادة غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى مقتل 972 فلسطينيا على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال ما يزيد على 17 ألفا، وفق معطيات فلسطينية.