ثقافة وتاريخ

إغلاق بيوت الثقافة يفتح باب الخصخصة ويهدد مستقبل الوعي الوطني

أكد وزير الثقافة أحمد فؤاد هنو أن خطة الوزارة الحالية ترتكز على تطوير شامل للبنية التحتية لقصور وبيوت الثقافة ورفع كفاءة العاملين بها من خلال برامج تدريب متخصصة تهدف إلى تحقيق نقلة نوعية في الأداء الثقافي والخدمي لتلك المؤسسات

أوضح رئيس الوزراء مصطفى مدبولي أن الدولة تدرك أهمية الدور الحيوي لقصور الثقافة في مواجهة الأفكار المتطرفة وصناعة الوعي الجمعي مشيرًا إلى ضرورة تحويل هذه المنشآت إلى مراكز جذب مجتمعي تقدم خدمات معرفية وثقافية نوعية في كافة المحافظات

أضافت وزيرة الثقافة السابقة نيفين الكيلاني أن الوزارة أنفقت ما يقارب 1.6 مليار جنيه لتنفيذ 29 مشروعًا ثقافيًا في 18 محافظة ضمن خطة تنتهي في عام 2025 وشملت الخطة بناء وتطوير مؤسسات ثقافية متعددة الوظائف بهدف تحقيق العدالة الثقافية في ربوع الوطن

أعلن مسؤولون حكوميون أن عام 2023 شهد افتتاح 18 منشأة ثقافية جديدة بين مشروعات إنشاء وإعادة تأهيل بتكلفة بلغت 262 مليون جنيه وأُدرجت جميعها ضمن مبادرة “حياة كريمة” التي تستهدف تعزيز البنية التحتية الثقافية للمناطق الأكثر احتياجًا

لفت الدكتور علي مهران عضو مجلس الشيوخ إلى أن قصور الثقافة تشكل ركيزة أساسية في حماية الهوية الوطنية من التشويه وتسهم في بناء الإنسان المصري عبر أنشطة معرفية وفنية متجددة وطالب بتوسيع مظلتها لتشمل مزيدًا من القرى والنجوع

نوه أحمد بدرة القيادي بحزب العدل إلى أن الحديث المتزايد عن الشراكة مع القطاع الخاص لإدارة تلك القصور يفتح بابًا واسعًا للجدل حول احتمال خصخصة المرافق الثقافية وهو ما قد يحولها من مؤسسات تنويرية إلى كيانات تجارية تغيب عنها رسالة الوعي والتنوير

استدرك متابعون للشأن الثقافي بأن تطوير المؤسسات لا يعني بالضرورة إلغاء دور الدولة بل يمكن أن يتم بالتوازي مع تعزيز دور المجتمع المدني في صياغة الوعي الجمعي والحفاظ على الثقافة الوطنية من التمييع والانجراف خلف أجندات ربحية

صرح مسؤولون ثقافيون بأن الهدف من التحديث هو مواكبة العصر والتوسع في الرقمنة والخدمات الافتراضية لضمان وصول الثقافة إلى المواطنين في مختلف الأماكن لا سيما الشباب والفئات المهمشة دون المساس بجوهر الدور التنويري لهذه المؤسسات

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى