ملفات وتقارير

الإسكندرية تغرق بسبب الإهمال الحكومي.. وأخبار الغد يرصد صرخات المواطنين!

شهدت محافظة الإسكندرية حالة مفاجئة من عدم الاستقرار الجوي، تمثلت في عاصفة رعدية عنيفة صاحبتها أمطار غزيرة وكرات من البَرَد ورياح شديدة، مما تسبب في اضطراب واضح بالحياة اليومية وأثر سلبًا على حركة المرور والمرافق العامة.

في شوارع الإسكندرية، رصد “أخبار الغد” آراء المواطنين الذين أكدوا أن هذه الظاهرة تحدث لأول مرة بهذه القوة، حيث باغتت العاصفة الرعدية مدينة الإسكندرية ومناطق أخرى في شمال مصر، وتسببت في تساقط كميات كثيفة من البرد تراكمت على الأرض، ما دفع البعض إلى تداول مقاطع فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وصفوها بأنها تساقطات ثلجية.

الشارع الإسكندراني يعلق على العاصفة

الحاجة سناء منصور، من سكان الإسكندرية، أكدت أنها تسكن بالدور الأول وتفاجأت بدخول المياه بشكل كبير إلى شقتها، مما أدى إلى تلف جميع الأجهزة الكهربائية بسبب اندفاع المياه والكتل الثلجية الكبيرة.

الحاج محمد حسين، من سكان منطقة المعمورة، أشار إلى أن حالة الطقس كانت عنيفة للغاية، وما زالت حالة الغرق مستمرة. وانتقد تدهور البنية التحتية في الإسكندرية، مع غياب فرق الإنقاذ السريعة عن احتواء الأزمة، مما تسبب في غرق معظم المناطق السكنية.

سيد محمد، يعمل سايسًا بالإسكندرية، قال إن السيارات أصبحت مدمرة بالكامل بعد أن غمرت المياه جميع المركبات فوق كوبري الإسكندرية العمومي، مشيرًا إلى عدم وجود تحذيرات مسبقة من إدارة المرور بشأن خطورة الوضع.

ورغم انتشار مصطلح “العاصفة الثلجية”، نفى الخبراء هذه التسمية، مؤكدين أن ما حدث نتيجة عبور جبهة هوائية باردة ترافقها سحب ركامية ونشاط رعدي شديد، مع درجات حرارة منخفضة في طبقات الجو العليا، مما هيأ الظروف لتساقط البَرَد بغزارة.

الدكتورة هبة زكي، خبيرة المناخ والبيئة، أوضحت في تصريحات خاصة لـ”أخبار الغد” أن التقلبات الجوية الحادة التي تشهدها مصر ليست اضطرابات عابرة، بل جزء من التغيرات المناخية العالمية، التي أدت إلى اختلال توزيع الكتل الهوائية وانزياح أنماط الطقس التقليدية، ما جعل الظواهر الجوية العنيفة أكثر تكرارًا.

وأضافت زكي أن المناطق الحضرية مثل القاهرة تُفاقم تأثير القبة الحرارية نتيجة كثافة المباني والأسفلت، بينما تصبح المناطق الساحلية، مثل الإسكندرية، أكثر عرضة لتغيرات مفاجئة بسبب التيارات الهوائية العابرة للبحر المتوسط.

وأكدت أن صيف هذا العام يُعد من أكثر المواسم تطرفًا مناخيًا خلال السنوات الأخيرة في المنطقة العربية، داعية إلى ضرورة اتخاذ التدابير اللازمة لتعزيز الصحة العامة وحماية شبكات الكهرباء والمياه، تحسبًا لتكرار موجات الطقس القاسي بشكل مفاجئ.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى