الجزائر تستعد لمواجهة حرائق الغابات باستئجار 12 طائرة قاذفة للمياه

في خطوة استباقية لمكافحة حرائق الغابات خلال الصيف، أعلنت السلطات الجزائرية عن استئجار 12 طائرة قاذفة للمياه، تزامناً مع تفعيل المخطط الجوي الوطني لمكافحة الحرائق.
جاء ذلك خلال مراسم رسمية أقيمت في الجزائر العاصمة، حيث أعلن وزير الداخلية والجماعات المحلية، إبراهيم مراد، عن تفاصيل البرنامج بحضور عدداً من المسؤولين المدنيين والعسكريين، كما نقلته وسائل الإعلام الرسمية. ويأتي هذا الإجراء ضمن جهود الحكومة الجزائرية لحماية المساحات الغابية وتأمينها من خطر الحرائق.
يتضمن أسطول الجهاز الجوي الوطني لهذا الموسم 12 طائرة قاذفة للمياه، تتوزع بين 7 طائرات مستقدمة من الأرجنتين و5 طائرات من شركة طاسيلي للطيران، التابعة لشركة النفط الوطنية سوناطراك، بالإضافة إلى دعم جوي من طائرات ومروحيات تابعة للجيش الجزائري. هذه القدرة المتزايدة على الاستجابة السريعة ستساعد في التصدي للحرائق في أعالي الغابات، والتي تشهد عادة زيادة في النشاط خلال فصل الصيف.
وأشار مراد إلى أنه تم توزيع الطائرات في عدة مطارات استراتيجية، تشمل الجزائر العاصمة ومستغانم (غرب) وبجاية وعنابة (شرق)، مما يضمن تغطية فعالة للمناطق الحساسة، مع إمكانية إعادة توزيعها بناءً على الاحتياجات والمتغيرات.
قال مراد: “إننا ملتزمون بمكافحة حرائق الغابات بكل السبل المتاحة، ونعمل على حماية بيئتنا وشعبنا من المخاطر المرتبطة بهذه الظاهرة.”
كما يضم الجهاز الجوي 6 مروحيات وطائرتين للاستطلاع تابعتين للحماية المدنية الجزائرية.
وحسب الوزير فإن الجهاز الجوي، سيساهم في ضمان مراقبة دائمة واستجابة سريعة لأي بؤرة حريق، إضافة إلى تعزيز التنسيق مع الفرق الأرضية لتقليص خطر انتشار الحرائق وضمان حماية المناطق السكنية.
ويستفيد المخطط الجوي الوطني ضد الحرائق من تقنيات متطورة للكشف المبكر عن الحرائق، منها مسيرات وكاميرات حرارية، لرفع فعالية التدخلات الجوية، خاصة في المناطق الوعرة التي يصعب الوصول إليها.
ويأتي هذا التوجه في إطار خطة وطنية مبكرة لمكافحة حرائق الغابات، فعلتها السلطات الجزائرية للسنة الثانية تواليا، بهدف تقليص حجم الخسائر البشرية والمادية الناجمة عن النيران.
وقال المدير العام للغابات جمال طواهرية إن استراتيجية مكافحة الحرائق تعتمد على رفع الوعي تجاه حرائق الغابات والتعاون مع جمعيات المجتمع المدني، فضلًا عن تعزيز الجاهزية الميدانية لحراس الغابات وتحسين المسالك الغابية، إلى جانب إنشاء خنادق مضادة للحرائق وتوسيع المراقبة عبر كاميرات حرارية ومسيرات طورتها مؤسسات ناشئة محلية.
وأضاف أنه يجري تنسيق يومي مع الأرصاد الجوية والوكالة الفضائية الجزائرية لرسم خرائط دقيقة للمناطق المعرضة للخطر، بالإضافة إلى الاستعانة بتقنيات الاستشعار عن بعد وتكنولوجيات فضائية لرصد البؤر مبكرا.
وبمناسبة عطلة عيد الأضحى لهذا العام، أعلنت المديرية العامة للغابات عن اتخاذ تدابير استثنائية تشمل منع الدخول العشوائي إلى الفضاءات الغابية ومنع الشواء داخلها، “في محاولة لتفادي أي سلوك بشري قد يشعل شرارة كارثة بيئية”، وفق طواهرية.
ولم تتسبب حرائق الغابات أي ضحايا في الجزائر خلال صيف العام الماضي، وذلك ولأول مرة منذ 2021، لكن فرق الإطفاء قامت بعمليات إجلاء للسكان عقب حرائق كانت اندلعت بعدة ولايات، مثل بجاية وتيزي وزو بمنطقة القبائل، وميلة وجيجل وسكيكدة (شرق).
وتزامنا مع موجة جفاف مستمرة منذ أكثر من 6 سنوات، تزايدت حرائق الغابات في الجزائر بشكل لافت وتسببت في سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى، فضلا عن خسائر مادية كبيرة وإتلاف مئات آلاف الهكتارات من الغطاء النباتي