
في الولاية الثانية، للرئيس الأمريكي/ دونالد ترامب، عيّن رجل الأعمال (إيلون ماسك) كموظف حكومي خاص، ومستشار أول للرئيس، وذلك لقيادة مبادرة (وزارة كفاءة الحكومة) إختصارها (DOGE) وهي كيان غير تقليدي يهدف إلى تقليص الإنفاق الحكومي الفيدرالي بشكل جذري.
وقد بدأ (إيلون ماسك) مهامه رسمياً في 20 يناير 2025، بعد تنصيب الرئيس/ ترامب لولاية ثانية، واستمر في منصبه حتى 30 مايو 2025، أي لمدة 130 يوماً.
وقد ظن البعض أو يظن البعض، أن (إيلون ماسك) قد فشل في مهمته، ومن ثَم تمت إقالته، ولكن الحقيقة تكمن في أن المدة القصوى المسموح بها للموظفين الحكوميين الخاصين وفقاً للقانون الأمريكي هي 130 يوم فقط.
وبالتالي لولا القانون الأمريكي، وتحديده لمدة معينة للموظفين الحكوميين الخاصين، لما ترك (إيلون ماسك) منصبه.
أما عن المهمة التي كُلّف (إيلون ماسك) بها فقد كانت قيادة DOGE وهي اختصار لـ :
Department of Government Efficiency
أو مبادرة (وزارة كفاءة الحكومة) والتي هدفها هو :
تحديث التكنولوجيا الحكومية، وزيادة الإنتاجية، وتقليص الإنفاق الحكومي من خلال إلغاء العقود، والمنح التي تُعتبر غير ضرورية.
ومع ذلك، أثارت هذه الهيئة جدلاً واسعاً بسبب الإجراءات المثيرة للجدل التي إتخذتها، بما في ذلك تسريح عدد كبير من الموظفين الفيدراليين، وإلغاء برامج تتعلق بالتنوع، والمناخ، والمساعدات الخارجية.
وهيئة DOGE ليست وزارة رسمية ضمن الحكومة الأمريكية، بل هي هيئة مؤقتة تابعة للمكتب التنفيذي للرئيس، ومن المقرر أن تنتهي مهامها في 4 يوليو 2026.
ومن المثير للإهتمام أن اختيار اسم (Doge) قد يكون تلميحاً إلى عملة Dogecoin المشفرة، والتي بدأها (إيلون ماسك) كمزحة على الإنترنت، مما اضاف طابعاً ساخراً على تسمية الهيئة.
وكان الهدف من تعيين (ماسك) أن يقلص الإنفاق الحكومي بمقدار 2 تريليون دولار، من خلال خفض عدد الموظفين الفيدراليين، وتفكيك الوكالات الحكومية، وتقليص المساعدات الخارجية.
إلا أن (إيلون ماسك) لم يتمكن من تحقيق الهدف الكامل، إذ تم تقليص الهدف إلى 1 تريليون دولار، ثم إلى 150 مليار دولار، مع تقارير تشير إلى توفير 160 مليار دولار فقط، وهو أقل بكثير من الهدف الأصلي.
وليس معنى إنتهاء المهمة بقوة القانون، أن (إيلون ماسك) سيترك البيت الأبيض.
فعلى الرغم من انتهاء دوره الرسمي، فقد أعلن الرئيس/ ترامب أن (إيلون ماسك) سيستمر كمستشار غير رسمي للبيت الأبيض، مما يشير إلى إستمرار تأثيره في السياسات الحكومية.
في النهاية :
كانت تجربة (إيلون ماسك) في الحكومة الأمريكية مثيرة للجدل، حيث واجه انتقادات كثيرة بسبب قراراته الجذرية، وتأثيرها على الموظفين، والبرامج الحكومية.
ولكن على الرغم من إنتهاء دوره الرسمي، فإن استمراره كمستشار غير رسمي يشير إلى إستمرار تأثيره في السياسات الحكومية.
إن طموح (إيلون ماسك) أكبر من ان يكون أغنى رجل في العالم، هذا الرجل لديه آمال تُعد في نظر الكثير من محض الخيال.
إلا أنه مؤمن بتحقيق أحلامه، والتي تتطلب سلطة قادرة على اتخاذ القرار، بقدر أكبر من حاجتها للمال.
ولا أعتقد أن (إيلون ماسك) سيكون بعيداً عن السلطة أو (البيت الأبيض) من بعد الآن، حتى وإن إنتقلت السلطة إلى الديمقراطيين فيما بعد.
وعلى الله قصد السبيل