عماد البحيري يرصد الكارثة.. عاصفة الإسكندرية تكشف هشاشة البنية التحتية!

أثارت العاصفة العنيفة التي ضربت مدينة الإسكندرية حالة من الذعر بين السكان، بعدما اجتمعت فيها كل مظاهر الفوضى المناخية؛ رياح عاتية، أمطار غزيرة، برق صاعق، وسيول جارفة، لتحوّل المدينة إلى ساحة مفتوحة لمشاهد لم يعهدها الأهالي من قبل. الأهالي وصفوا ما حدث بأنه أقرب إلى مشاهد يوم القيامة، في ظاهرة نادرة الحدوث بهذه الحدة، وسط غياب واضح للاستعدادات والبنية التحتية.
الإعلامي عماد البحيري، عبر برنامجه “إيه الحكاية” على قناة الشرق، استعرض المشاهد التي وثقها المواطنون، والتي كشفت حجم الدمار الذي لحق بالشوارع والبنايات، مع تسجيل سقوط أعمدة إنارة وغرق أحياء كاملة، فيما لم تسلم بعض العقارات القديمة من الانهيار تحت وطأة العاصفة.
وأشار البحيري إلى أن المشاهد لم تقتصر على السيول والأمطار، بل شهدت الإسكندرية تساقط كتل ثلجية كبيرة، في مشهد غير معتاد على الإطلاق في نهاية شهر مايو، وهو ما فسره البعض بظاهرة التغيرات المناخية التي تستدعي وقفة جادة.
ورغم التصريحات الرسمية التي نفت وجود ضحايا، عادت الأنباء صباحًا لتؤكد وقوع عدة إصابات، أخطرها حالة سائق تاكسي انهار عليه جزء من مبنى قديم، إلى جانب إصابات خطرة لركاب آخرين.
ومن اللقطات التي تصدرت المشهد، غرق “توك توك” في نفق سيدي بشر، وهو الحادث الذي تداولته مواقع التواصل بكثافة، وسط تساؤلات عن أسباب تكرار غرق النفق ذاته مع كل موجة أمطار، وعن غياب الحلول الجذرية.
البحيري انتقد بشدة أداء السلطات، مشيرًا إلى أن تفاعلها مع الكارثة لم يبدأ إلا بعد انتشار مقاطع الفيديو، حين بادرت إدارة المرور بتحرير محضر ضد سائق التوك توك، بدلًا من معالجة الكارثة الأوسع.
وخلال حديثه، عقد البحيري مقارنة بين التعامل مع الكوارث الطبيعية في مصر وتركيا، مشيرًا إلى أن الحكومة التركية أعادت بناء المنازل وتسليمها مجهزة بالكامل للمتضررين بعد الزلزال، في حين يُترك المصريون لمواجهة مصيرهم وحدهم.
واختتم البحيري بمناشدة لإنقاذ الإسكندرية من الإهمال المزمن، داعيًا إلى التعامل بجدية مع التغيرات المناخية، ووضع خطط حقيقية لمواجهة الكوارث قبل أن تتحول إلى كوارث أكبر