أطباء بلا حدود تصف نظام توزيع المساعدات في غزة بأنه “خطير” ويفتقر للإنسانية

وصفت منظمة أطباء بلا حدود نظام توزيع المساعدات الأمريكية في قطاع غزة، المدعوم من إسرائيل، بأنه “خطير” ويفتقر إلى المعايير الإنسانية والفعالية.
قالت كلير مانيرا، منسقة شؤون الطوارئ في المنظمة، في بيان صدر يوم الأحد، إن الأحداث الأخيرة التي أسفرت عن مقتل عشرات الفلسطينيين وإصابة المئات أثناء انتظارهم للحصول على الطعام من مراكز التوزيع “تُظهر مدى خطورة النظام الجديد لتوزيع المساعدات وافتقاره إلى الإنسانية والفعالية”.
وأكدت مانيرا أن النظام الحالي “أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من المدنيين، وكان بالإمكان تجنب هذه المأساة”. وشددت على ضرورة تقديم المساعدات الإنسانية من خلال منظمات تمتلك الكفاءة والإرادة لتلبية احتياجات الناس بشكل آمن وفعال.
وأشار البيان إلى أن فرق أطباء بلا حدود في مستشفى ناصر بمدينة خان يونس شاركت خلال يوم الأحد في معالجة إصابات خطيرة. كما ذكر أن الفرق الطبية اضطرت للتبرع بالدم لإنقاذ الجرحى، مع اقتراب بنوك الدم من النفاد.
ونقل البيان عن عدد من المصابين قولهم إنهم تعرضوا لإطلاق نار من جميع الاتجاهات بواسطة طائرات مسيّرة ومروحيات وزوارق ودبابات، بالإضافة إلى جنود إسرائيليين على الأرض.
المسؤولة الإعلامية في أطباء بلا حدود نور السقا، قالت: “كانت ممرات المستشفى مكتظة بالمرضى، لكن على عكس ما اعتدت رؤيته من قبل، حيث كانت الغالبية من النساء والأطفال، كان معظم المرضى اليوم من الرجال”، بحسب البيان.
وتابعت: “فقد تمدّدوا على أسرّة في الممرات لأن الغرف امتلأت بالمصابين، وكانت الإصابات بالطلقات النارية ظاهرة على أطرافهم، وثيابهم ملطّخة بالدماء”.
وأوضحت أن المصابين كانوا “مكسورين ومفجوعين، فبعد أن خرجوا لتأمين الطعام لأطفالهم، عادوا جرحى وخاليي الوفاض”.
وتابعت: “استمرّ تدفّق الجرحى إلى قسم الطوارئ، ووسط هذه الفوضى وردنا خبر يفيد بمقتل شقيق أحد زملائنا وهو يحاول الحصول على المساعدات من مركز التوزيع”.
والأحد، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة “استشهاد 32 فلسطينيا وإصابة أكثر من 250 آخرين، منذ ساعات الفجر، بينهم عشرات الحالات الخطيرة، في مدينة رفح (جنوب) ووسط القطاع”، جراء استهداف الفلسطينيين الذين توجهوا لاستلام مساعدات.
وقالت وزارة الصحة بالقطاع، إن “كل شهيد وصل إلى المستشفيات كان مصابا بطلقة نارية واحدة في الرأس أو الصدر، ما يؤكد إصرار الاحتلال على القتل المباشر والبشع بحق المواطنين”.
وبعيدا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، بدأت إسرائيل في 27 مايو/ أيار الماضي، تنفيذ مخطط لتوزيع مساعدات إنسانية، عبر ما تُسمى “مؤسسة غزة الإنسانية” المدعومة إسرائيليا وأمريكيا.
ويتم توزيع المساعدات في ما تسمى “مناطق عازلة” جنوب غزة، وسط مؤشرات على فشل المخطط، إذ توقف التوزيع مرارا بسبب تدفق أعداد كبيرة من الجائعين، وإطلاق القوات الإسرائيلية النار على الحشود، ما خلف قتلى وجرحى.
ومنذ الثلاثاء الماضي، بلغ إجمالي الضحايا في مواقع توزيع المساعدات 49 قتيلا و305 جرحى، حيث حولتها إسرائيل إلى “مصائد للقتل الجماعي”، وفق بيانات للمكتب الإعلامي الحكومي ووزارة صحة بغزة حتى ظهر الأحد.
وبدعم أمريكي مطلق، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 178 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، فضلا عن مئات آلاف النازحين.