تغطيات الشرق

برنامج الشارع المصري يكشف..أزمة غاز وكهرباء في مصر بسبب إسرائيل!

تواجه مصر حاليًا واحدة من أخطر أزماتها في مجال الطاقة، بعد تقليص إمدادات الغاز الطبيعي من الجانب الإسرائيلي، مما تسبب في أزمة خانقة بالكهرباء أثرت على المصانع والمنازل معًا. الأزمة التي أشار إليها الإعلاميان أحمد عطوان وأحمد العربي في برنامج الشارع المصري عبر قناة الشرق، ألقت بظلالها على المشهد الاقتصادي والمعيشي في البلاد، مع تخوفات جدية من اتساع رقعة الظلام مع دخول أشهر الصيف الحارقة.

في عرضهم التفصيلي، أشار الإعلاميان إلى أن الحكومة المصرية كانت قد أبرمت اتفاقيات طويلة الأجل مع إسرائيل لاستيراد الغاز، بلغت قيمتها أكثر من 20 مليار دولار، وهي الخطوة التي أثارت انتقادات واسعة منذ البداية بسبب الاعتماد المفرط على طرف وصفوه بالعدو التاريخي لمصر والمنطقة العربية.

غير أن الأزمة تصاعدت بشكل مفاجئ، بعدما أعلنت إسرائيل تعذر التزامها الكامل بتصدير الشحنات المتفق عليها، بحجة مشكلات لوجستية داخلية، لتجد القاهرة نفسها مضطرة للبحث عن بدائل عاجلة عبر مفاوضات مع دول عربية مثل السعودية وقطر والجزائر، بهدف تأمين احتياجاتها الطارئة من الغاز الطبيعي لتشغيل محطات الكهرباء.

أحمد عطوان انتقد بشدة السياسات الحكومية التي وضعت أمن الطاقة المصري تحت رحمة التغيرات السياسية والاقتصادية في إسرائيل، قائلاً: “الاعتماد على غاز العدو كان خطيئة استراتيجية دفع ثمنها المواطن البسيط، الذي يجلس اليوم في الظلام بينما الغاز المصري يصدر للخارج.”.

من جانبه، أوضح أحمد العربي أن الأزمة انعكست سريعًا على القطاعات الصناعية، حيث توقفت مصانع الأسمنت والأسمدة عن الإنتاج نتيجة نقص الغاز، وهو ما رفع أسعار هذه السلع الحيوية بشكل حاد في الأسواق. وأضاف: “نحن لا نعاني فقط من انقطاع الكهرباء، بل من أزمة اقتصادية شاملة تهدد الأمن الغذائي والصناعي للمصريين.”.

وعلى الرغم من إعلان الحكومة عن اكتشافات غاز جديدة في الصحراء الغربية وخليج السويس، إلا أن هذه الاكتشافات تحتاج إلى سنوات للدخول في حيز الإنتاج الفعلي. وفي المقابل، تشير التقارير إلى أن القاهرة اضطرت للتوقيع على عقود لاستيراد الغاز المسال حتى عام 2028 بتكلفة 2.5 مليار دولار، في وقت تعاني فيه البلاد من أزمة سيولة دولارية حادة.

وتأتي هذه التطورات في وقت حساس، حيث ترتفع درجات الحرارة بشكل ملحوظ مع بداية فصل الصيف، مما يزيد من استهلاك الكهرباء، ويدفع بالمواطنين إلى حالة من السخط الشعبي المتزايد، خصوصًا مع التصريحات الحكومية التي تطالب بتخفيف الأحمال وعدم وضوح خطة واضحة لمعالجة الأزمة جذريًا.

في ظل هذه الأوضاع، يطالب المراقبون الحكومة بإعادة النظر في استراتيجيات الطاقة بعيدًا عن الاعتماد على إسرائيل، والاتجاه نحو تعزيز التعاون مع الدول العربية الغنية بالموارد، لضمان تحقيق أمن الطاقة الوطني وحماية الاقتصاد المصري من أزمات مماثلة مستقبلاً

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى