آلاف السوريين يعودون إلى ديارهم بعد سنوات من النزوح قبل عيد الأضحى

، يبدأ الآلاف من المدنيين السوريين بالعودة إلى مدنهم وقراهم بعد سنوات طويلة من النزوح والمعاناة، بفضل تحسن الأوضاع الأمنية التي شهدتها مناطقهم مؤخراً.
عانت العائلات النازحة لفترات طويلة من ظروف الحياة الصعبة في المخيمات، ولكن اليوم تُعيد هذه العودة الأمل في قلوب الكثيرين. يعبر المدنيون العائدون عن فرحة العودة إلى ديارهم، رغم الدمار الذي لحق بمنازلهم جراء النزاع المستمر في البلاد.
محمد رحمون، أحد هؤلاء العائدين، يعود إلى قريته كفر سجنة في ريف إدلب الجنوبي بعد غياب استمر 6 سنوات. وبحماس صادق، يشاركني مشاعره المتباينة حول العودة: “عشنا في المخيمات ظروفاً شديدة القسوة، لكن الآن نحمد الله على أن أرضنا تحررت، ونحن نعود إليها ولو كانت مدمّرة.”
يقف رحمون في موقع منزله الدائم وسط الأنقاض، حيث يُظهر عزيمته القوية من خلال خطة لإقامة خيمته فوق أنقاض منزله القديم. ويؤكد أنه متمسك بأرضه وأن لديه أملًا في إعادة الإعمار: “لدي إيمان بأننا سنعيد بناء ما دمر، وسنجعل قريتنا مكانًا سعيدًا مرة أخرى.”
إن هذه العودة تمثل خطوة هامة نحو إعادة الاستقرار للمنطقة، وتعكس روح الصمود التي يتحلى بها الشعب السوري في مواجهة التحديات.
من جانبه، قال عبد الرزاق محمد من سكان قرية كفر سجنة أيضاً، إنهم واجهوا معاناة كبيرة في المخيمات منذ نزوحهم عام 2019.
وتابع: “عانينا ظروف الطقس القاسية وانعدام البنية التحتية، والآن نعود إلى قريتنا رغم كل الدمار، لأن الحياة في قريتنا مهما كانت صعبة، أكرم من حياة النزوح”.
وأكد أن المنازل في قريته إما دُمّرت بفعل القصف أو تعرّضت للنهب والتخريب المتعمد، مبيناً في الوقت ذاته أن فرحة العودة طغت على آلام الدمار والتخريب.
وفي 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024 بسطت فصائل سورية سيطرتها على البلاد، منهية 61 عاما من حكم نظام البعث، بينها 53 سنة من حكم أسرة الأسد.
وأعلنت الإدارة السورية الجديدة في 29 يناير/ كانون الثاني 2025، تعيين أحمد الشرع رئيسا للبلاد خلال فترة انتقالية تستمر خمس سنوات.