حكومة السودان والدعم السريع يتبادلان الاتهامات بشأن قافلة غذاء تابعة لبرنامج الأغذية العالمي في دارفور.

الحكومة السودانية تعبر عن قلقها العميق
أعربت الحكومة السودانية يوم الثلاثاء عن استنكارها وقلقها الكبيرين بعد الهجوم الإرهابي الذي استهدف قافلة إنسانية تابعة لبرنامج الأغذية العالمي في منطقة الكومة بولاية شمال دارفور.
في بيان رسمي أصدره مكتب متحدث الحكومة، تم توضيح أن الهجوم الغادر الذي وقع مساء الاثنين استخدم فيه طائرات مسيّرة هجومية تابعة لميليشيا “قوات الدعم السريع” المتمردة، مما أدى إلى مقتل عدد من الحراس والسائقين والمواطنين وإصابة عدة أفراد من الحماية المرافقة للقافلة. وأشار البيان إلى الأضرار التي لحقت بعدد من الشاحنات التابعة للأمم المتحدة.
وأكدت الحكومة أن هذا الاعتداء يأتي في إطار “محاولة متعمدة” من قبل المتمردين لقطع الطريق أمام الفرق الإنسانية وتعطيل مهمتها في إيصال المساعدات الحيوية إلى المواطنين المحاصرين في مدينة الفاشر ومعسكرات النازحين، متهمة “قوات الدعم السريع” بأنهم يسعون لتعطيل جهود الإغاثة في وقت يتصاعد فيه الاحتياج للمساعدات الإنسانية.
قال المتحدث الرسمي باسم الحكومة: “إن مثل هذه الهجمات غير المقبولة لا يمكن أن تقف عائقًا أمام عزيمتنا في الدفاع عن حقوق مواطنينا وتقديم المساعدة الإنسانية اللازمة لهم. سنواصل جهودنا لضمان وصول المساعدات وإعادة الاستقرار إلى تلك المناطق.”
وعدت الحكومة الهجوم “انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني، وتقويضا مباشرا ومتعمّدا للجهود الحثيثة التي تبذلها الحكومة بالتعاون مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لإيصال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى المدنيين المحتاجين والمتأثرين بالحرب”.
من جانبها، قالت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر (لجنة شعبية): “في جريمة جديدة تُضاف إلى سجل الانتهاكات المتصاعدة، أقدمت قوات الدعم السريع على احتجاز قافلة مساعدات إنسانية تابعة لبرنامج الأغذية العالمي، كانت في طريقها إلى مدينة الفاشر قبل ثلاثة أيام، وذلك في مدينة الكومة، ثم قامت يوم أمس بإحراقها بالكامل”.
وأكد بيان التنسيقية أن “استهداف المساعدات الإنسانية ليس فقط جريمة حرب، بل هو أيضا اعتداء مباشرا على أبسط مقومات البقاء لملايين المدنيين الذين يعانون من الجوع والنزوح والانهيار الشامل في الخدمات، في ظل صمت دولي مخزٍ وتواطؤ داخلي لا يقل إجراما عن الفعل ذاته”.
في المقابل، اتهمت “قوات الدعم السريع” الجيش السوداني بشن هجوم بطائرة على قافلة إنسانية تابعة لبرنامج الأغذية العالمي في منطقة الكومة بشمال دارفور.
وقالت في بيان الثلاثاء: “أسفر الهجوم عن مقتل 4 أفراد من القافلة وإصابة اثنين آخرين، وتدمير سبع سيارات بشكل كامل، وذلك بحسب الإحصائيات الأولية”.
ومنذ 10 مايو/أيار 2024 تشهد مدينة الفاشر اشتباكات عنيفة بين الجيش و”الدعم السريع” رغم التحذيرات الدولية من خطورة المعارك في المدينة التي تُعد مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس.
كما تتهم السلطات السودانية منذ فترة قوات الدعم السريع بشن هجمات بطائرات مسيّرة على منشآت مدنية، من بينها محطات كهرباء وبنية تحتية في مدن شمال وشرق البلاد، دون تعليق من “الدعم السريع”.
ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل/ نيسان 2023 حربا أسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح ولجوء نحو 15 مليونا، بحسب الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدّرت دراسة أعدتها جامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفًا.