تغطيات الشرق

د. محمد صالح : السودان أمام مفترق طرق والكفاءات الوطنية مفتاح العبور

في حلقة جديدة من برنامج “الشارع السوداني” على قناة الشرق، استضاف الإعلامي ناجي الكرشابي، د. محمد صالح، مدير المركز الأفريقي للأبحاث ودراسة السياسات، في لقاء عميق تناول المشهد السياسي السوداني والتحديات التي تواجه البلاد في المرحلة الحالية.

خلال الحوار، سلط د. محمد صالح الضوء على طبيعة التحديات المعقدة التي تنتظر رئيس الوزراء المرتقب د. كامل إدريس، مؤكداً أن نجاحه مرهون بقدرته على تشكيل حكومة كفاءات سودانية متجردة، قادرة على التعامل مع الملفات المتراكمة منذ عقود. وأشار إلى أن السودان اليوم بحاجة إلى جراحة حقيقية في بنية الدولة، وإلى قيادة واعية تمتلك الإرادة والخبرة لمواجهة الأزمات المتلاحقة.

وأكد صالح أن السودان يمتلك مخزوناً بشرياً غنياً بالكفاءات داخل البلاد وخارجها، داعياً إلى إعادة استدعاء العقول السودانية المهاجرة للمساهمة في بناء الدولة الجديدة. وضرب مثالاً بالبروفيسور محمد حسين أبو صالح، الخبير الاستراتيجي الذي آثر البقاء في السودان رغم الفرص المتاحة له في الخارج، مبرزاً أهمية النماذج الوطنية المخلصة في دعم عملية الإصلاح الشامل.

وفي محور آخر، ناقش اللقاء الزيارة المفاجئة التي قام بها مدير المخابرات الإثيوبية رضوان حسين ومستشار رئيس الوزراء الإثيوبي للشؤون الإفريقية قيتاتشو ريدا إلى مدينة بورتسودان، حامليْن رسالة خطية إلى رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان. واعتبر د. صالح أن هذه الزيارة جاءت في سياق تصاعد التوترات الحدودية بين إثيوبيا وإريتريا، مع الإشارة إلى التحولات في علاقات السودان الإقليمية، لا سيما التحالفات الجديدة مع أسمرة واحتضان السودان لعدد كبير من مقاتلي إقليم تيغراي.

وأوضح د. محمد صالح أن الخرطوم تمتلك أوراق ضغط قوية قادرة على التأثير في التوازنات الإقليمية، لافتاً إلى أن إثيوبيا تدرك حساسية الموقف وتسعى لتجنب تصعيد مع السودان قد يفاقم أزماتها الداخلية، خاصة في ظل تعقيدات الوضع السياسي في إقليم الأمهرا والمثلث الحدودي بين السودان وإريتريا وإثيوبيا.

واختتم اللقاء بالتأكيد على أن السودان أمام مفترق طرق مصيري، وأن نجاح المرحلة المقبلة يتطلب تكاتف كل الجهود الوطنية بعيداً عن الانقسامات السياسية الضيقة، مع ضرورة استثمار اللحظة التاريخية لاستعادة عافية الدولة السودانية وبناء مستقبل أكثر استقراراً وعدلاً.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى