الملك محمد السادس يلغي الأضاحي رسمياً لمواجهة الجفاف وحماية الثروة الحيوانية
أعلن العاهل المغربي الملك محمد السادس عن اتخاذ قرار بإلغاء ذبح الأضاحي خلال عيد الأضحى لعام 2025 في عموم المملكة المغربية في خطوة استثنائية وغير مسبوقة تهدف إلى مواجهة الانعكاسات الخطيرة لأزمة الجفاف التي تضرب البلاد للسنة السادسة على التوالي وتسببت في تراجع حاد بأعداد الماشية
أكدت السلطات أن القرار الملكي جاء بناءً على تقارير رسمية أظهرت تراجعًا حادًا في الثروة الحيوانية حيث بلغ الانخفاض أكثر من 40 بالمئة مقارنة بالسنوات العشر الأخيرة نتيجة تواصل الجفاف الذي أدى إلى ندرة الأعلاف وارتفاع أسعارها بنسبة تجاوزت 65 بالمئة خلال عام واحد
صرح مسؤولون حكوميون أن القرار اتخذ بعد تقييم دقيق للظروف البيئية والزراعية والاقتصادية التي تمر بها البلاد خصوصًا بعد تسجيل انخفاض حاد في منسوب الأمطار بنسبة بلغت 70 بالمئة مقارنة بالمعدل السنوي المعتاد مما تسبب في تضرر مباشر لمربي المواشي وارتفاع تكلفة التربية والإنتاج الحيواني
أوضح خبراء أن هذا الإجراء يهدف إلى حماية المخزون الاستراتيجي من الثروة الحيوانية وضمان استدامة الأمن الغذائي الوطني خلال السنوات القادمة مؤكدين أن المغرب يعتمد على قطاع الماشية بنسبة تتجاوز 35 بالمئة من إجمالي الناتج الفلاحي المحلي
أشار مراقبون إلى أن الحكومة المغربية تستعد لتفعيل حملات توعية موسعة بضرورة احترام القرار الملكي كما ستقوم السلطات المحلية بفرض غرامات مالية على المخالفين قد تصل إلى 5000 درهم مغربي مع مصادرة الأضاحي التي يتم ذبحها بشكل غير قانوني
لفت متخصصون في الاقتصاد الفلاحي إلى أن أسعار الأضاحي كانت مرشحة للارتفاع هذا العام بنسبة قد تتجاوز 75 بالمئة بسبب الارتفاع المهول في أسعار الشعير والعلف المستورد وهو ما قد يزيد من معاناة المواطنين اقتصادياً لولا التدخل الملكي الحكيم
نوهت فعاليات مجتمعية إلى أن هذا القرار يعتبر سابقة في تاريخ المملكة ويعكس حرص القيادة المغربية على مواجهة التحديات المناخية المتفاقمة بقرارات استراتيجية بعيدة النظر تستند إلى مصلحة الشعب والاقتصاد الوطني
استدركت هيئات دينية بأن القرار لا يمس جوهر الشعيرة الدينية بل يدخل ضمن مقاصد الشرع التي تراعي المصلحة العامة وتقدم حفظ النفس والمال في ظل الظروف القاهرة معتبرة أن التضحية يمكن أن تُستبدل بأعمال بر وخير أخرى
زعم معارضون أن القرار سيواجه بعض الاعتراضات الشعبية خصوصاً في المناطق الريفية لكن الجهات الرسمية تراهن على وعي المواطنين بأهمية الحفاظ على الموارد الوطنية في هذه المرحلة الحساسة
