إيران تطلب الوساطة المصرية لحل أزمتها مع واشنطن رسمياً

قال خبير الدراسات الإيرانية محمد سعيد عبدالمؤمن إن طهران طلبت بشكل مباشر من القاهرة إعادة فتح قنوات الاتصال مع واشنطن بعد فتور العلاقات ورفض أمريكي متكرر للتجاوب مع الخطاب الإيراني الأخير
أوضح عبدالمؤمن أن إيران سعت لاستغلال مكانة مصر الإقليمية ورؤية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي المتوازنة في إدارة الملفات الدولية كي تكون القاهرة بوابة العودة لطاولة الحوار مع الولايات المتحدة الأمريكية خاصة بعد تصاعد حدة التوتر السياسي وتراجع مستوى التفاهم بشأن عدد من الملفات النووية والإقليمية
أشار إلى أن الاتصالات بين الطرفين بدأت منذ مطلع أبريل 2025 واستمرت حتى منتصف مايو عبر وسطاء دبلوماسيين وعبر قنوات أمنية وبتنسيق مشترك مع أطراف خليجية أبدت استعدادها لتسهيل الوصول إلى تفاهمات جديدة بشرط أن تلتزم طهران بتقديم ضمانات واضحة بشأن سلوكها الإقليمي
أكد أن عدد الجولات غير المعلنة التي عُقدت حتى الآن بلغ خمس جولات كان آخرها في العاصمة المصرية القاهرة بتاريخ 22 مايو 2025 وشهدت حضور وفود فنية واستخباراتية من كلا الجانبين إلى جانب مراقبين من دول أوروبية أبرزها ألمانيا وفرنسا
نوه إلى أن التغير المفاجئ في الخطاب الإيراني تجاه مصر يعود إلى قناعة داخل النظام الإيراني بأن القاهرة تمتلك القدرة على تمرير رسائل دقيقة إلى واشنطن وأنها تحظى بثقة متزايدة لدى الأطراف الدولية الفاعلة في الملف النووي الإيراني
أضاف أن واشنطن لم تقدم بعد موافقة مباشرة على الجلوس مع طهران لكنها رحبت بالجهد المصري واعتبرته مبادرة إيجابية يمكن البناء عليها مستقبلاً في حال التزمت إيران بوقف دعمها لبعض الجماعات المسلحة في الإقليم وتخفيض مستويات تخصيب اليورانيوم بنسبة تقل عن 60%
لفت إلى أن التقارير الدبلوماسية المسربة أكدت أن مصر طالبت إيران بإثبات حسن النية عبر خطوات فعلية منها وقف التدخل في الشأن العراقي واليمني وتعليق التنسيق العسكري مع بعض الفصائل المسلحة في سوريا ولبنان كشرط أساسي لاستمرار دور الوساطة
استدرك الخبير قائلاً إن القاهرة توازن حالياً بين رغبتها في لعب دور إقليمي مؤثر وبين تجنب الانزلاق في صراعات غير محسوبة بين طهران وواشنطن خاصة في ظل حساسية المرحلة الحالية قبيل الانتخابات الأمريكية المقبلة المتوقع إجراؤها في نوفمبر 2025
أعلن أن السلطات الإيرانية باتت ترى أن تعقيد علاقاتها مع الغرب لن يُحل من دون تدخل قوى إقليمية معتدلة كمصر وهو ما دفعها لتغيير لهجتها بعد عقود من الجمود السياسي بين البلدين
صرح بأن المفاوضات الجارية الآن لا تعني بالضرورة عودة فورية للعلاقات الدبلوماسية الكاملة بين طهران والقاهرة لكنها تمثل مرحلة اختبار تمهيدية قد تُفضي إلى خطوات أوسع إذا تحقق تقدم في الملف الأمريكي الإيراني
أردف في الختام أن الموقف المصري حتى الآن يركز على الحفاظ على توازن العلاقات مع كافة الأطراف الدولية دون الانحياز لأي طرف مع استمرار الدور في دعم الأمن الإقليمي ومحاربة التصعيد في المنطقة