تفاقم التوتر بين مصر والولايات المتحدة بسبب الجمود في صفقة تبادل الأسرى وتداعيات الحرب في غزة

أوضح مسؤولون مصريون وجود توتر ملحوظ في الاتصالات مع الجانب الأمريكي عقب تعثر مفاوضات تبادل الأسرى في غزة حيث شهدت المحادثات بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي والمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف حالة من التوتر والقلق المتزايدين. أكد عبد العاطي أن استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية خاصة في منطقة خان يونس بالقطاع قد يؤدي إلى تغيير ديموغرافي خطير في جنوب غزة ويدفع السكان الفلسطينيين نحو الحدود مع مصر مما يهدد الأمن القومي المصري بشكل مباشر.
أشار مصدر مصري إلى أن القاهرة تعزو فشل هذه المفاوضات إلى تقصير الولايات المتحدة في الضغط على إسرائيل من أجل الوصول إلى اتفاق تهدئة شامل يعيد الأسرى إلى ذويهم، مما أثار قلقاً واسعاً بشأن احتمال تحول الحرب إلى نزاع استنزافي مفتوح يؤثر على استقرار المنطقة بأسرها. نوه المسؤولون إلى أن مصر تتحمل مسؤولية كبيرة في محاولة الحفاظ على التهدئة لكنها ترى أن الدعم الأمريكي في هذه المرحلة غير كافٍ لتثبيت وقف إطلاق النار.
أضافت مصادر مطلعة أن الخلافات بين الجانبين دفعت إلى تأجيل محادثات أخرى كان من المتوقع أن تستكمل خلال الأيام القليلة الماضية، مشيرة إلى أن مصر تعيد تقييم مواقفها تجاه الوساطة الأمريكية بسبب الفجوة في وجهات النظر حول الأولويات والمخاطر الأمنية. أكد المسؤولون أن القاهرة تتابع عن كثب التطورات في خان يونس وتعتبر أن استمرار العمليات العسكرية هناك سيخلق تغييرات جغرافية وسياسية تؤثر بشكل مباشر على مصالحها الاستراتيجية.
لفت مسؤولون إلى أن الأوضاع على الأرض في غزة تتدهور بسرعة، حيث تستمر القوات الإسرائيلية في حملتها العسكرية وسط مخاوف من أن يؤدي ذلك إلى مزيد من التوتر الإقليمي وتهجير سكان القطاع، الأمر الذي يجعل القاهرة أكثر حرصاً على تحجيم تأثير هذه الحرب على حدودها. أضافوا أن استمرار الجمود في صفقة تبادل الأسرى يزيد من صعوبة التوصل إلى حلول دبلوماسية ويعقّد جهود وقف التصعيد.
استدركت مصادر دبلوماسية أن القاهرة تحث الولايات المتحدة على تحرك أكثر فعالية لضمان تحقيق التهدئة وحماية المدنيين في غزة، مشددة على ضرورة إيجاد حلول عاجلة تضمن عودة الأسرى دون مزيد من التأخير. أكد المسؤولون أن استمرار الوضع الحالي لن يخدم مصالح أي من الأطراف وسيساهم في تفاقم الأزمة الإنسانية والسياسية في المنطقة.
أردف المسؤولون أن الموقف المصري يعكس اهتماماً بالغاً بمنع توسع الصراع وتأمين حدودها، وهو ما يفرض ضرورة العمل المشترك مع القوى الدولية لتحقيق استقرار نسبي في غزة. أضافوا أن مصر تسعى إلى موقف أكثر وضوحاً من واشنطن حول دورها في الملف الفلسطيني بعد الخلافات الأخيرة، مع التشديد على أن التحديات الأمنية لا تقتصر على غزة فقط بل تشمل تداعياتها المحتملة على دول الجوار.
ختم المسؤولون تصريحاتهم بالتأكيد على أن القاهرة ستواصل العمل على مسارات متعددة لضمان حقوق الفلسطينيين وأمن مصر في ظل الظروف الصعبة، مع إبراز أهمية التفاهمات الدولية لتحقيق وقف شامل ومستدام للنزاع في القطاع. أشاروا إلى أن المرحلة القادمة قد تشهد تحولات في الاستراتيجية المصرية بناءً على تطورات الأوضاع على الأرض ومواقف الأطراف الدولية المعنية.