مقالات وآراء

د.محمد عماد صابر يكتب: المسيرة العالمية نحو غزة.. فُرصةُ الضمير الإنساني لكسر الحصار ووقف الإبادة

في بحرٍ تتلاطم فيه أمواج الصمت الدولي والتواطؤ المفضوح، تُبحر “سفينة الحرية” حاملة معها ما تبقّى من ضميرٍ إنساني، وتُجدّد فينا الوعي بأن الأمل لا يُقهر، وأن إرادة الأحرار لا تغرق. إنها ليست مجرد سفينة محمّلة بالدواء والغذاء، بل محمّلة أيضًا بعزيمة الشعوب، وكرامة الأحرار، ونبض الحياة التي تُراد لغزة أن تُسحق.

غزة تحترق.. والسكوت جريمة

لأكثر من مئتي يوم، تُحاصر غزة، وتُذبح ببطء على يد كيانٍ غاصب لا يعرف للإنسانية حرمة، ولا يعبأ بالقانون الدولي أو المواثيق الأخلاقية. يمارس الاحتلال الإبادة الجماعية والتهجير القسري، ويستهدف الأطفال والنساء والمستشفيات والمدارس ومخيمات النازحين. ورغم كل هذه المجازر، يقف العالم – أو يتواطأ بالأحرى – موقف المتفرج، أو الشريك الصامت في الجريمة.

واجب الأحرار في العالم

إن كان الوقوف إلى جانب الضحايا واجبًا إنسانيًا، فإن دعم “سفينة الحرية” بات اليوم أول الواجبات. إنها ليست مجرد مهمة إنسانية لكسر الحصار، بل صرخة ضمير في وجه نظام عالمي فقد شرعيته الأخلاقية. كل كلمة دعم، كل مشاركة، كل تبرع، كل مظاهرة، كل تغريدة، كل فعل – مهما بدا بسيطًا – قد يوقف رصاصة، أو يُدخل علاجًا، أو يُنقذ روحًا.

أما المسلمون، فالأمر أعظم

إن كان دعم المظلومين واجبًا على الأحرار كافة، فهو على المسلم فرض عين لا يُعذر أحد في التخلف عنه. قال رسول الله : “انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً”، فكيف بمن يُذبح ويُهجّر ويُحاصر؟! إن الساكت عن الظلم شريك فيه، ومن لا يتحرك اليوم – ولو بأضعف الإيمان – فهو شريك في الجريمة، في التقصير، وفي خذلان الأمة.

ادعموا سفينة الحرية… واكسروا جدار الصمت

آن الأوان لأحرار العالم أن يصطفوا خلف هذه السفينة كما يصطف الأمل في وجوه المحاصرين. آن للضمير العالمي أن يستيقظ، وللقلوب المؤمنة أن تتحرك، وللعالم الإسلامي أن ينهض من سباته. إن مسيرة دعم غزة وسفينة الحرية ليست مجرد حدث عابر، بل اختبارٌ عالمي للعدالة، واختبارٌ أخلاقي لكل إنسان، واختبار إيماني لكل مسلم.

كن صوتًا للمظلومين… كن ركيزة في صمود غزة… كن جزءًا من النصر القادم

أرجوكم ادعموا سفينة الحرية، وانضموا لمسيرة كسر الحصار، وشاركوا في حملة إدخال المساعدات. لا تتركوا غزة وحدها.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى