حقوق وحريات

مجزرة رفح تُزهق أرواح 30 مدنياً بينهم نساء وأطفال بمركز المساعدات

أكدت التقارير الميدانية تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة بعد وقوع مجزرة جديدة أودت بحياة 30 شخصاً وأصابت أكثر من 200 بجروح متفاوتة الخطورة في منطقة العلم غرب رفح أثناء انتظار المدنيين حصولهم على المساعدات الغذائية.

وأوضح شهود عيان أن إطلاق النار جاء من الجيش الإسرائيلي، مما أثار حالة من الهلع والصدمة بين الأهالي الذين تفاجأوا بالهجوم أثناء محاولتهم تأمين قوت يومهم.

أشار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى عدم قبول فقدان أرواح المدنيين فقط لأنهم يبحثون عن الغذاء، وندد بشدة بما حدث بالقرب من مركز توزيع المساعدات، مطالباً بإجراء تحقيق مستقل في هذه الحادثة الأليمة.

وأكد المتحدث الرسمي باسمه أن هذه المجزرة هي الثالثة في أقل من ثلاثة أيام في نفس المنطقة، مما يسلط الضوء على تصاعد العنف وتأزم الوضع الميداني والإنساني بشكل متزايد.

أضافت مصادر الأمم المتحدة أن البنية التحتية في غزة قد تعرضت لأضرار جسيمة بلغت نسبتها 88% بعد أكثر من 600 يوم من الحرب المستمرة، حيث دُمرت المستشفيات والمدارس وشبكات المياه والكهرباء.

وأفادت التقارير أن 38 مستشفى و82 مركزاً طبياً توقف عن العمل، ما ينذر بانهيار النظام الصحي وتفاقم الأزمات الطبية في القطاع.

أعلن المسؤولون المحليون أن القوات الإسرائيلية سيطرت ميدانياً على 77% من مساحة القطاع، مما يترك أكثر من مليوني نسمة يعيشون في ظروف إنسانية صعبة، دون وصول منتظم للمياه النظيفة أو الكهرباء أو الخدمات الصحية الضرورية.

وأشار استطلاع رأي حديث شمل فلسطينيين وعرباً إلى أن 68.5% منهم يرون أن فرص التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار ضعيفة جداً، في حين اتفق 98.7% على أن ما يجري في غزة يشكل إبادة جماعية، و98.2% وصفوا ما يحدث في الضفة الغربية بـ «الفصل العنصري».

أكد غوتيريش على حق الفلسطينيين في الغذاء والكرامة، مشدداً على ضرورة السماح بإدخال المساعدات الإنسانية بشكل فوري ودون عراقيل، ودعا إلى احترام المبادئ الإنسانية ووقف إطلاق النار المستدام. كما طالب بالإفراج عن جميع الأسرى وفتح ممرات آمنة لعمل الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية.

أوضح الخبراء أن استمرار الاستهداف العشوائي للمدنيين في غزة، وخصوصاً خلال محاولاتهم تأمين الغذاء، يفاقم الأزمة ويقرب القطاع من كارثة إنسانية شاملة، ما يستوجب تدخل دولي عاجل وحلول سياسية جذرية توقف معاناة السكان المدنيين وتعيد الحياة الطبيعية إلى هذا الجزء من العالم.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى