مقالات وآراء

د.محمد عماد صابر يكتب: سفينة الحرية… حين يُبحر الضمير إلى غزة.

في زمنٍ باتت فيه الكرامة تُقمع، والحرية تُقصف، والأصوات تُكتم، تخرج من عرض البحر صرخة حياة، تمضي بشموخ على صفحة الماء نحو غزة المحاصرة… إنها سفينة الحرية، ليست مجرد مركبٍ يحمل مساعدات، بل هي رسالةٌ أخلاقية، وإنذارٌ للضمير الإنساني، وإدانةٌ لكل الأنظمة التي صمتت، وكل القوانين الدولية التي انحنت.

غزة.. الحصار المستمر وصمت العالم

منذ ما يزيد عن 17 عامًا، يرزح أكثر من مليوني إنسان في قطاع غزة تحت حصار خانق، حوّل الحياة اليومية إلى معاناة، وقطع عنهم أبسط حقوقهم في الكهرباء والماء والعلاج والتعليم والتنقل. ومع كل عدوان، كانت غزة تنهض من بين الركام، لكن الجرح المتجدد بقي مفتوحًا.. لأن العالم اعتاد أن يرى الدم الفلسطيني، ولا يتحرك.

السفينة… أكثر من مساعدات

تأتي سفينة الحرية اليوم، كما في مرات سابقة، محملة بالدواء والغذاء، لكنها أيضًا محملة بأثقل من ذلك: أحلام الشعوب في نصرة المظلوم،

وصرخات أحرار العالم في وجه الاحتلال، وإصرار لا يلين على كسر الحصار، مهما كلّف من تضحيات.

إنها سفينة تُحرّك الراكد، وتكسر حاجز الصمت، وتُعيد تسليط الضوء على جريمة دولية مستمرة تُرتكب بحق شعب بأكمله.

واجبنا.. ألا نقف متفرجين!
لم تعد المجازر في غزة حدثًا عابرًا، بل أصبحت امتحانًا دائمًا لضمير العالم.
وإن لم نكن على متن السفينة جسدًا، فعلينا أن نكون معها دعاءً، صوتًا، دعمًا، وتأثيرًا:

اكتب عنها، وانشر قصتها، شارك في الحملات الرقمية لكسر الحصار، ادعُ لها في منبرك وخطبتك وصلاتك.

دعم القوافل الإغاثية أمرٌ لا يقل أهمية.

الاحتلال يخشى هذه السفينة! لأن الاحتلال يخشى كل ما يكسر عزلته، فهو يتأهب اليوم– كما بالأمس– لمواجهة السفينة، ويستخدم أدواته السياسية والدبلوماسية والإعلامية لتجريمها، وتجريم من يساندها.

لكن الحقيقة تظلّ واضحة: إن من يمنع الغذاء عن طفل، لا يحق له الحديث عن أمن، ومن يهاجم سفينة إنسانية، لا يعرف معنى القانون الدولي. غزة ستنتصر… والبحر شاهد

ستصل السفينة… أو تُحاصر، لكنها في كل الأحوال وصلت:
وصلت إلى قلوب الشعوب، إلى وجدان الأحرار، إلى صفحات التاريخ. وسيُذكر يومًا أن قاربًا صغيرًا هزّ عروش الظالمين، وحمل شعلة الأمل إلى شعبٍ قرر أن لا يموت.

معًا.. حتى ينكسر الحصار!

▪️ غزة ليست وحدها.
▪️ سفينة الحرية تمثلنا جميعًا،
▪️ والتطبيع خيانة… والصمت تواطؤ.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى