مقالات وآراء

د.محمد عماد صابر يكتب: المسيرة العالمية من أجل غزة.. ماذا، ولماذا؟

في زمن تتناقص فيه الأصوات الصادقة وتغيب فيه الأفعال الجريئة، تبرز المسيرة العالمية نحو غزة كأحد أهم التحركات الشعبية الأخلاقية في وجه العدوان والصمت الدولي المتواطئ.
لم تأتِ هذه المسيرة لتنافس أحدًا في الدور السياسي أو لتنتزع موقفًا من دولة أو منظمة، بل جاءت لتقول ببساطة: “غزة ليست وحدها”، عندها تصبح الإنسانية فعلًا لا شعارًا.

لماذا المسيرة؟

لأن غزة اليوم تختنق تحت الحصار، وتُدفن يوميًا تحت ركام البيوت، ويُقتل فيها الإنسان مرتين: مرة بالصواريخ، ومرة بالصمت.
المسيرة ليست سوى محاولة نادرة لإعادة الاعتبار لضمير العالم، ومحاولة للقول إن الإنسانية لا تزال ممكنة، وإن الشعوب قادرة على أن تصنع فرقًا، حتى لو خذلتها الأنظمة.

“رسالة المسيرة”

رسالة المسيرة بسيطة وواضحة:
نحن لا نقبل أن يُباد شعب ثم نُقنع أنفسنا بأننا لا نستطيع فعل شيء.

نمشي نحو غزة لنوصل صوتًا خافتًا في عالم يصمّ أذنيه عن الحق.

نمشي لكي يرى أهل غزة أن هناك من يفكر بهم، يشعر بهم، ويُصر على أن يواجه آلة الإبادة بصوت الحق.

“دعوة مفتوحة لكل حر”

المسيرة لا تحتاج منك أن تكون ناشطًا أو زعيمًا. هي تحتاج منك فقط أن تكون إنسانًا.
ندعو كل من يستطيع المشاركة ميدانيًا أن يلتحق بركبها، ونحثّ من لا يستطيع الحضور أن يدعمها بصوته، بقلمه، بإعلامه، بفنه، بماله، بدعائه، بأي وسيلة تعبر بها عن انتمائك إلى جبهة الكرامة.

ادعموها إعلاميًا: اكتبوا، غردوا، شاركوا الصور والفيديوهات.

ادعموها قانونيًا: قدموا العرائض، تابعوا المسارات الدولية.

ادعموها شعبيًا: انظموا فعاليات متزامنة في عواصم العالم.

ادعموها روحيًا: أطلقوا مبادرات دعاء وصلاة ودعم معنوي رمزي.

“لا تتركوا غزة وحدها”

المسيرة ليست فعلاً عابرًا، بل صرخة أخيرة ضد الإبادة الصامتة.
هي صوت الطفل المحاصر، وصدى الأم التي تبحث عن ابنها تحت الركام.
هي فعل مقاومة أخلاقي ضد التبلد الدولي والتواطؤ الإقليمي.

لا تتركوا غزة وحدها.
ولا تتركوا من يسيرون لأجلها وحدهم.
قفوا معهم، ولو بكلمة.
ادعموهم، ولو بإشارة.
وكونوا أنتم المسيرة، إن مُنعت المسيرة.

لا تتركوا غزة وحدها.
قالها الرئيس “مرسي”، ولقى ربه شهيدا فى سبيلها.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى