استهلاك مراكز البيانات للطاقة يقفز إلى 500 تيراواط ساعة بسبب الذكاء الاصطناعي

أكدت تقارير دولية موثوقة أن مراكز البيانات حول العالم سجلت استهلاكًا قياسيًا للطاقة بلغ 500 تيراواط ساعة خلال عام 2023 محققة بذلك أكثر من ضعف متوسط استهلاكها السنوي المسجل بين عامي 2015 و2019 وهو ما يعكس تسارعًا غير مسبوق في الطلب على الطاقة بفعل انتشار تطبيقات الذكاء الاصطناعي
أوضح مختصون أن الاستخدام المكثف لتقنيات الذكاء الاصطناعي شكل المحرك الرئيسي لهذا الارتفاع اللافت حيث باتت الأنظمة القائمة على الذكاء الاصطناعي تتطلب قدرات حوسبة ضخمة تستنزف كميات هائلة من الكهرباء مما تسبب في مضاعفة الاستهلاك مقارنة بالعقد الماضي
صرح خبراء الطاقة بأن استعلامًا واحدًا عبر منصة ذكاء اصطناعي مثل ChatGPT يستهلك ما يقارب 2.9 واط ساعة من الكهرباء في حين لا يتجاوز استهلاك استعلام عبر محرك بحث تقليدي مثل Google حاجز 0.3 واط ساعة ما يؤكد الفجوة الواسعة في متطلبات الطاقة بين الخدمات التقليدية والحديثة
لفتت التقارير إلى أن الولايات المتحدة وحدها مرشحة لأن تستهلك مراكز بياناتها نحو 260 تيراواط ساعة بحلول عام 2026 أي ما يمثل 6 في المئة من إجمالي استهلاك الكهرباء المحلي مما يثير مخاوف جادة بشأن استدامة الشبكات الكهربائية الحالية وقدرتها على تلبية هذا النمو المستمر
أشار مختصون إلى أن مراكز البيانات الضخمة من فئة هايبر سكيل تحتاج إلى قدرة كهربائية تتجاوز 100 ميغاواط وهو ما يعادل استهلاك ما لا يقل عن 400 ألف سيارة كهربائية مما يعكس مدى الضغط الذي تفرضه هذه المراكز على البنية التحتية للطاقة
نوهت تحليلات بيئية إلى أن هذا النمو السريع في استهلاك الطاقة قد يصطدم بمخاطر بيئية ما لم يتم تعزيز الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة وتطوير أنظمة تبريد متقدمة وتبني تقنيات أكثر كفاءة لتقليل انبعاثات الكربون والحد من التلوث المناخي
أوصى الخبراء بضرورة اتخاذ تدابير صارمة وفورية لضمان التوازن بين تطور التقنيات الرقمية والحفاظ على موارد الطاقة والتخفيف من الأثر البيئي الناتج عن توسع مراكز البيانات عالميا