العالم العربي

المجلس العربي: بيان بشأن الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن حول وقف إطلاق النار في غزة

المجلس العربي
جنيف في 5 يونيو 2025

في لحظة فارقة من التاريخ الإنساني، حيث تتواصل الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وتتراكم الجرائم البشعة بحق المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ، أقدمت الولايات المتحدة الأمريكية مجددا على استخدام حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار قدمته الدول العشر المنتخبة في مجلس الأمن، يدعو إلى وقف إطلاق نار فوري وغير مشروط ودائم، ويُسلّط الضوء على “الوضع الإنساني الكارثي” في القطاع، ويدعو إلى الرفع الفوري وغير المشروط لكل القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وتوزيعها بشكل آمن ومن دون عوائق على نطاق واسع، بالاضافة لدعوته الإفراج غير المشروط عن الرهائن.

ورغم تأييد 14 دولة من أعضاء المجلس لهذا القرار، فإن الولايات المتحدة منعت تمريره باستخدام الفيتو، كما فعلت في نوفمبر الماضي، في موقف يعكس دعمًا مكشوفًا لحرب الإبادة التي تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني الأعزل.

إن المجلس العربي، إذ يدين بأشد العبارات هذا الفيتو الأمريكي، فإنه:

1.⁠ ⁠يعتبر أن الادارة الأمريكية تتحمل الان امام العالم المسؤولية السياسية والأخلاقية الكاملة عن استمرار المجازر بحق المدنيين في غزة، وانها تدمر سمعتها ومصالح امريكا دفاعا عن سياسات اجرامية اجمع العالم على شجبها . ويعتبر استعمالها المتكرر للفيتو انحيازًا غير أخلاقي يتعارض مع مبادئ القانونين الدولي والإنساني، خصوصًا بعد عجزها عن ضمان تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق الذي رعته في يناير الماضي لإنهاء الحرب والإفراج الكامل عن الأسرى من الجانبين.

2.⁠ ⁠يدعو النظام الرسمي العربي إلى تحرك عاجل وفاعل لفك الحصار عن قطاع غزة، وفقًا لما أقرّته القمة العربية والإسلامية في نوفمبر 2023، وذلك عبر فتح المعابر وتسيير قوافل الإغاثة والدعم الطبي والإنساني، بعيدًا عن الاكتفاء بالإدانة الكلامية.

3.⁠ ⁠يطالب الجمعية العامة للأمم المتحدة بالانعقاد العاجل وفق مبدأ “الاتحاد من أجل السلام”، لتشكيل تحالف دولي واسع يفرض وقفًا فوريًا لإطلاق النار، ويتخذ إجراءات عملية لكسر الحصار، ومنع استخدام الغذاء والدواء كسلاح ضد المدنيين، كما يطالب بطرد إسرائيل من المنظمة الأممية بعد ازدرائها الواضح للقانون الدولي ومؤسسات الأمم المتحدة.

4.⁠ ⁠يدعو دول العالم وكل قوى التحرر والعدالة إلى فرض عقوبات سياسية واقتصادية على الاحتلال الإسرائيلي، تتجاوز بيانات التنديد، وتؤسس لمسار حقيقي لمحاسبة مجرمي الحرب وإنهاء سياسة الإفلات من العقاب.

إن ما يجري في غزة اليوم هو وصمة عار في جبين الإنسانية، وإن صمت العالم وعجز المؤسسات الدولية أمام هذه الجرائم لن يسقط بالتقادم، وستبقى الشعوب الحرة تطالب بالعدالة والانتصار لحقوق الإنسان وحق الشعوب في الحياة والحرية والكرامة.

عن المجلس العربي
الرئيس منصف المرزوقي

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى