تراجع غير مسبوق في دعم دولة الاحتلال بين الرأي العام الأوروبي

شهدت صورة دولة الاحتلال في الرأي العام الأوروبي تدهوراً غير مسبوق، بحسب استطلاع حديث أجرته مؤسسة يوجوف في ست دول أوروبية. 

وأظهر الاستطلاع الذي أُجري بين 12 و26 مايو في بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، الدنمارك، إسبانيا، وإيطاليا، أن أقل من خُمس المشاركين في الاستطلاع عبّروا عن مواقف إيجابية تجاه دولة الاحتلال، في تراجع هو الأدنى منذ بدء رصد هذه الآراء.

وفي ما يخص الصراع الفلسطيني مع دولة الاحتلال، أظهر الاستطلاع أن الدعم الشعبي يميل بشكل واضح لصالح الفلسطينيين. ففي بريطانيا، قال 32% من المشاركين إنهم يتعاطفون مع الفلسطينيين مقابل 14% فقط مع دولة الاحتلال، أما في فرنسا فبلغت نسبة التأييد للاحتلال 18%، و17% في ألمانيا، و15% في إسبانيا، بينما وصلت إلى 7% فقط في إيطاليا.

ورغم الفارق الطفيف في ألمانيا، فإن جميع الدول الست أظهرت ميلاً أكبر للتعاطف مع الفلسطينيين. 

وأشار 51% من البريطانيين إلى أنهم يتفهمون الموقف الفلسطيني، بينما قال 22% فقط إنهم لا يتفهمونه، في المقابل، عجز عدد كبير من المشاركين في فرنسا، ألمانيا، إسبانيا وإيطاليا عن تفهم مواقف دولة الاحتلال.

وأظهر الاستطلاع أيضاً أن التأييد الخالص لدولة الاحتلال بلغ أدنى مستوياته منذ بدء قياس هذا المؤشر، وعلى الرغم من إجماع المشاركين في الدول الست على أن هجوم 7 أكتوبر 2023 الذي شنته حركة حماس لم يكن مبرراً، إلا أنهم عبّروا، وبأغلبية ساحقة، عن رفضهم لعدوان دولة الاحتلال على غزة الذي تواصل منذ ذلك التاريخ.

وفي تفاصيل موقف الأوروبيين من السلوك العسكري للاحتلال، قال ما بين 6% (إيطاليا) و16% (فرنسا) فقط إن الاحتلال كان محقاً في إرسال قوات برية إلى غزة، بينما رأى ما بين 29% و40% أن الاحتلال تجاوز حدوده، وتسبب في خسائر بشرية فادحة، كما اعتبر ما بين 12% و24% أن استخدام القوة العسكرية في غزة كان مرفوضاً بالكامل.

و بشأن احتمالات السلام، بدت الصورة قاتمة، إذ رأى غالبية المشاركين أن التوصل إلى اتفاق سلام دائم خلال السنوات العشر المقبلة أمر غير واقعي.

وأشارالاستطلاع أيضاً إلى تحولات ملموسة في سياسات بعض الحكومات الأوروبية، حيث أوقفت دول كفرنسا وإسبانيا وإيطاليا وبريطانيا جزءاً من صادراتها العسكرية إلى دولة الاحتلال، وهددت كل من بريطانيا وفرنسا، إلى جانب كندا، بفرض عقوبات في حال استمرار العمليات العسكرية ورفض السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.

وتقود فرنسا حالياً جهوداً أوروبية تهدف للاعتراف الجماعي بدولة فلسطين خلال مؤتمر الأمم المتحدة المقرر عقده في نيويورك منتصف يونيو، في خطوة تتماشى مع ما أقدمت عليه دول مثل إسبانيا، أيرلندا، والنرويج العام الماضي.

يُشار إلى أن عدوان جيش الاحتلال على قطاع غزة منذ أكتوبر 2023 أسفر عن استشهاد أكثر من 54 ألف فلسطيني، وإصابة ما يزيد عن 120 ألفاً، بينما لا يزال نحو 10 آلاف في عداد المفقودين ويُعتقد أنهم قضوا تحت الأنقاض.