فلسطين تعلن عزمها التوجه للجمعية العامة للأمم المتحدة لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة

دعا رياض منصور، مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة، المجتمع الدولي إلى ضرورة التحرك السريع لإنهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وذلك من خلال تقديم مشروع قرار إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة.
في كلمة ألقاها خلال جلسة لمجلس الأمن يوم الأربعاء، أشار منصور إلى أن الولايات المتحدة قد أجهضت مشروع قرار كان قد دعمته 14 دولة من أصل 15 يدعو لوقف إطلاق النار في غزة، معبرا عن استياءه من استخدام واشنطن لسلطة النقض “الفيتو” ضد هذا القرار.
وأكد منصور أن الوضع الإنساني في غزة في غاية الخطورة، حيث يواجه نحو 2.4 مليون فلسطيني صعوبات جمة في الحصول على المساعدات الإنسانية، محذرا من أن الفلسطينيين الذين يحاولون الحصول على مساعدات منقذة للحياة يتعرضون لمعاملة وشروط مهينة.
وقال منصور: “نحن بحاجة ماسة لوضع حد لهذا الوضع الرهيب. يجب على جميع الدول أن تتحمل مسؤولياتها والتصرف بشكل عاجل من أجل سلامة وأمن أبناء الشعب الفلسطيني.”
وأضاف: “كنا نأمل بدعم كامل (لمشروع القرار)، لكن للأسف تم اللجوء لحق النقض، مع أنه كان ينبغي اعتماده (مشروع القرار) من زمن بعيد”.
منصور أضاف أن إسرائيل “خرقت وقف إطلاق النار وتفرض حصارا على المساعدات الإنسانية، وصعدت من قتل الأطفال الفلسطينيين والنساء والرجال، وسرعت عملية التدمير في قطاع غزة”.
وعبر المندوب الفلسطيني عن عزم بلاده التوجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة في الأيام المقبلة.
وأضاف أن “الضغوط التي يمكن أن تضع حدا للإبادة الجماعية هي تدابير حقيقية فورية من قبل الدول تمنع إسرائيل من إطالة هذا العدوان ضد الشعب الفلسطيني”.
وتابع مخاطبا الدول: “بإمكان عشرات الدول الأعضاء في الجمعية العامة أن تتخذ تدابير بصفتها الوطنية، كدول لديكم وسائل متاحة لكم بصفتكم الوطنية (..) ينبغي وقف الجريمة ضد الإنسانية وعليكم القيام بذلك”.
وطالب مشروع القرار في مجلس الأمن بوقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة، ويصف الوضع الإنساني فيه بأنه “كارثي”.
كما دعا إسرائيل إلى رفع جميع القيود المفروضة على إيصال المساعدات الإنسانية إلى نحو 2.4 مليون فلسطيني في القطاع المحاصر.
وقالت وكالة أسوشييتد برس الأمريكية، إن واشنطن استخدمت “الفيتو”، بزعم أن مشروع القرار لا يربط وقف إطلاق النار بـ”إطلاق سراح الرهائن (الأسرى الإسرائيليين)”.
وتقدر تل أبيب وجود 58 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و400 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وأشارت الوكالة الأمريكية إلى أن مشروع القرار “لم يدن هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023 (..) أو ينص على وجوب نزع سلاح الحركة وخروجها من غزة، وهما مطلبان أمريكيان آخران”.
وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة نحو 180 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال.