الجيش الإسرائيلي ينذر آلاف الفلسطينيين شمال غزة بالإخلاء الفوري في ثاني أيام عيد الأضحى

في تصعيد جديد للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، أنذر الجيش الإسرائيلي، السبت، عشرات آلاف الفلسطينيين شمال القطاع بضرورة إخلاء منازلهم “فوراً”، تمهيداً لتنفيذ هجوم عسكري، وذلك في ثاني أيام عيد الأضحى، بحسب ما أعلنه المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي.

وشمل الإنذار مناطق حي عبد الرحمن في شمال غرب مدينة غزة، وحي النهضة في معسكر جباليا، حيث قال أدرعي عبر منصة “إكس”: “هذا تحذير مسبق قبل الهجوم… سيتم استهداف كل منطقة تُستخدم لإطلاق قذائف صاروخية”، رغم أن الأيام الأخيرة لم تشهد إطلاق صواريخ من غزة، وفق تقارير ميدانية.

ويقطن في هذه المناطق نازحون سابقون كانت إسرائيل قد أجبرتهم على النزوح جنوباً في بداية الحرب، ثم سمحت لهم مؤخراً بالعودة المؤقتة إلى شمال القطاع، ما يجعلهم اليوم عرضة لنزوح جديد في ظروف إنسانية قاسية.

مناطق نزوح شاملة

ووفق تقرير حديث لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، فإن نحو 81% من أراضي قطاع غزة باتت تقع ضمن مناطق عسكرية إسرائيلية أو تخضع لأوامر نزوح، فيما أصدر الجيش الإسرائيلي 31 أمرًا بالإخلاء منذ 18 مارس الماضي، طالت أكثر من 229 كيلومترًا مربعًا من أراضي القطاع.

وفي السياق نفسه، أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” أن نحو 1.9 مليون فلسطيني – أي نحو 90% من سكان القطاع – نزحوا قسرًا خلال الحرب، العديد منهم لأكثر من مرة، وسط ظروف معيشية وصحية متدهورة.

استمرار الإبادة ومأساة النزوح

ومنذ 7 أكتوبر 2023، ترتكب إسرائيل، بدعم أمريكي مطلق، حرب إبادة جماعية في غزة تشمل القتل الجماعي، التهجير القسري، التجويع المتعمد، وتدمير البنية التحتية، متجاهلة بذلك كل النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف الحرب.

وقد خلفت هذه الحرب أكثر من 180 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود ومئات الآلاف من النازحين، بينما تتفاقم المجاعة في مختلف أنحاء القطاع، متسببة في وفاة عدد متزايد من الأطفال والمرضى.