أخبار العالم

روسيا تمطر كييف بالصواريخ والمسيرات.. وزيلينسكي يندد وموسكو تؤكد: “الحرب قضية وجودية”

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الجمعة، أن العاصمة كييف تعرضت فجرًا لوابل من الصواريخ والطائرات المسيرة الروسية، ما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص، بينهم ثلاثة من فرق الإنقاذ، وإصابة العشرات، في هجوم واسع طال عدة مناطق داخل البلاد.

وفي خطاب مصور، أوضح زيلينسكي أن القتلى الثلاثة في كييف سقطوا عندما عاودت القوات الروسية قصف موقع الضربة الأولى، ما أدى إلى استهداف طواقم الإسعاف التي كانت تستجيب للنداء، بينما قُتل رابع في مدينة لوتسك شمال غربي البلاد.

كما أُصيب أكثر من 80 شخصًا في أنحاء متفرقة، وألحقت الهجمات أضرارًا بمبانٍ سكنية وبنية تحتية للطاقة والنقل.

وتأتي هذه الهجمات في أعقاب تحذير وجهه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بأن موسكو سترد بقوة بعد أن تمكنت طائرات مسيّرة أوكرانية من تدمير عدة قاذفات إستراتيجية روسية في عمق الأراضي الروسية.

من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الهجمات الأخيرة استهدفت “أهدافًا عسكرية وبنى تحتية ذات صلة بالقوات المسلحة الأوكرانية”، واعتبرت أنها رد على “أعمال إرهابية” أوكرانية، شملت مهاجمة قواعد جوية وجسور ومواقع حيوية داخل الأراضي الروسية.

وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، إن النزاع مع أوكرانيا لم يعد مجرد خلاف سياسي، بل أصبح “قضية وجودية” تمس “أمن ومستقبل روسيا وأبنائها”.

هجمات أوكرانية متواصلة داخل العمق الروسي

وبينما تتصاعد وتيرة الرد الروسي، أكد الجيش الأوكراني أنه نفذ ضربات ناجحة على قاعدتين جويتين في ساراتوف وريازان داخل روسيا، وأصاب مستودعات وقود ومرافق عسكرية، في إطار ما وصفه بـ”الرد الدفاعي المشروع”.

كما تتهم موسكو كييف بالوقوف وراء تفجيرات استهدفت جسورًا في مناطق حدودية، ما أدى إلى خروج قطارات شحن ومراقبة عن مساراتها، وأسفر عن مقتل 7 أشخاص، في عمليات اعتبرتها روسيا محاولة لتقويض أي مساعٍ للتهدئة.

تعقّد مسار المفاوضات

ويشير هذا التصعيد المتبادل إلى أن آفاق الحل الدبلوماسي باتت أكثر بعدًا، خاصة بعد فشل جولات التفاوض السابقة، التي استضافتها إسطنبول، في تقريب وجهات النظر.

وعلى الرغم من دعوات متكررة لوقف إطلاق النار، وضغوط يبذلها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب للدفع باتجاه مفاوضات جديدة، فإن الميدان يشير إلى أن طرفي النزاع يتمسكان بالتصعيد في ظل حرب تجاوزت عامها الثالث.

ولا تزال روسيا تسيطر على نحو 20% من الأراضي الأوكرانية، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها في 2014، وتشترط لإنهاء الحرب تخلي كييف عن الانضمام إلى التكتلات العسكرية الغربية، وهو ما ترفضه أوكرانيا بشدة، وتعتبره تدخلاً سافرًا في سيادتها.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى