فرنسا تدعو إسرائيل إلى الانسحاب الفوري من لبنان وتدين غاراتها على الضاحية الجنوبية

دعت وزارة الخارجية الفرنسية، الجمعة، إسرائيل إلى الانسحاب “بأسرع وقت” من جميع الأراضي اللبنانية، في موقف هو الأشد منذ تصاعد التوتر على الحدود اللبنانية الإسرائيلية وتحول النزاع إلى حرب مفتوحة منذ سبتمبر 2024.
وفي بيان رسمي، أعربت الخارجية الفرنسية عن إدانتها الشديدة للغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت، مساء الخميس، والتي اعتُبرت الأعنف منذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و”حزب الله” في 27 نوفمبر 2024.
باريس تحذّر من تقويض الاستقرار الإقليمي
وشدد البيان على أن فرنسا “تؤكد مجددًا أن لجنة المراقبة المنبثقة عن اتفاق وقف إطلاق النار لا تزال قائمة، وتضطلع بدور مهم في مساعدة الأطراف على مواجهة التهديدات ومنع التصعيد الذي قد يُهدد أمن واستقرار لبنان وإسرائيل“.
وتضم لجنة المراقبة ممثلين عن الجيشين اللبناني والإسرائيلي، إضافة إلى قوات “اليونيفيل” التابعة للأمم المتحدة، والدولتين الوسيطتين: فرنسا والولايات المتحدة.
ودعت الخارجية الفرنسية جميع الأطراف إلى احترام اتفاق وقف إطلاق النار، في ظل استمرار الخروقات الإسرائيلية للاتفاق، التي وثّق منها ما لا يقل عن 208 قتلى و501 جريح منذ بدء سريانه، بحسب إحصاءات رسمية نقلتها وكالة الأناضول.
غارات عنيفة واحتلال مستمر
وكانت إسرائيل قد شنت، الخميس، 8 غارات جوية على الضاحية الجنوبية، في رابع هجوم من نوعه على المنطقة منذ توقيع الاتفاق، إلى جانب غارتين إضافيتين بطائرات مقاتلة ومسيّرة على بلدة عين قانا في إقليم التفاح جنوب لبنان، بعد توجيه إنذار بإخلاء البلدة.
ورغم إعلان إسرائيل عن انسحاب جزئي من جنوب لبنان، إلا أنها لا تزال تحتل 5 تلال لبنانية سيطرت عليها خلال الحرب الأخيرة، في خرق واضح للاتفاق، ما أثار انتقادات لبنانية ودولية واسعة.
حصيلة الحرب
وتعود جذور الحرب الحالية إلى 8 أكتوبر 2023، حيث بدأ التصعيد العسكري بين إسرائيل و”حزب الله”، قبل أن يتحول إلى حرب شاملة في 23 سبتمبر 2024، أسفرت عن أكثر من 4 آلاف قتيل وقرابة 17 ألف جريح، بالإضافة إلى نزوح نحو 1.4 مليون شخص داخل لبنان، في أزمة إنسانية متفاقمة.
وتأتي الدعوة الفرنسية في وقت تشهد فيه المنطقة تصاعداً خطيراً في التوترات الإقليمية، ما يجعل من احترام اتفاق وقف إطلاق النار والتراجع عن التصعيد مطلبًا دوليًا ملحًا للحفاظ على الاستقرار.