2000 متضامن ينضمون إلى “المسيرة العالمية إلى غزة” لدعم سكان القطاع المحاصر

حجز أكثر من ألفي متضامن من دول متعددة تذاكر الطيران للوصول إلى مصر في الثاني عشر من يونيو الجاري، للمشاركة في اعتصام داعم للحقوق الإنسانية في مدينة رفح. هذه المبادرة تأتي بالتزامن مع وصول قافلة مساعدات من تونس والجزائر وليبيا.
المسيرة العالمية إلى غزة هي مبادرة أطلقها التحالف العالمي لمناهضة احتلال فلسطين، بمشاركة مؤسسات، نقابات وحركات تضامن من أكثر من 32 دولة. تهدف هذه المسيرة إلى الوصول إلى معبر رفح على الجانب المصري سيرا على الأقدام، وتنفيذ اعتصام يستمر لثلاثة أيام، استجابة للوضع الإنساني المتردي الذي يعاني منه سكان قطاع غزة نتيجة الحرب المستمرة منذ أكثر من 600 يوم والحصار الإسرائيلي الخانق الذي دام نحو 3 أشهر.
زياد العالول، عضو لجنة التحالف الدولي ضد الاحتلال وعضو اللجنة المنسقة لحملة “المسيرة العالمية إلى غزة”، زار القاهرة لتنسيق المسيرة. وأكد في تصريح لـ”القدس العربي” أن الإعداد للمسيرة بدأ قبل شهرين، مشيرا: “في شهر فبراير الماضي، عندما كان هناك وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، بدأ التفكير في كيفية استمرار التعاطف الدولي مع غزة. فالمعركة الأساسية هي معركة التحرير، وليس مجرد كسر الحصار أو وقف إطلاق النار، ولهذا أسسنا التحالف الدولي ضد الاحتلال.”
وبيّن أن هذا التحالف لديه ممثلون في 32 دولة حيث «لدينا ممثلون في معظم دول أوروبا وأمريكا الشمالية والجنوبية ودول عربية وأسيوية».
وتابع: مسيرة غزة هي أول مشروع لهذا التحالف، وكان الهدف منه تسليط الضوء على ما يتعرض له أهل غزة ليس فقط من قتل وتهجير وإبادة واستخدام التجويع كأداة سياسية، بل أيضا الجانب الإنساني من أزمة غزة، وتم الإعلان عنها والتواصل مع كل المؤسسات الداعمة لفلسطين.
وأكد أن حجم التفاعل مع هذه الحملة يدل على حجم التعاطف مع القضية الفلسطينية، كما يدل على أن الأوربيين أنفسهم صار لديهم إحباط من عدم القدرة على وقف الحرب ومنع الاحتلال من استخدام التجويع، وشعروا أنهم يمكنهم فعل شيء غير التظاهر يمكنه كسر هذا الحصار وتوصيل صوتنا والضغط على السياسيين الأوروبيين.
ولفت إلى أنه في خلال أسابيع من الإعلان عن الحملة، بات لها غرف ومنسقون في الدول، وأن حجم من سجلوا للمشاركة في مسيرة إلى غزة، أكثر من 10 آلاف متضامن، منهم ألفان حجزوا تذاكر الطيران بالفعل للوصول إلى القاهرة في الثاني عشر من يونيو/ حزيران الجاري، وربما يزيد العدد بمقدار ألف أو ألفين آخرين.
وزاد: خطة الحملة تتضمن الانتقال من القاهرة إلى مدينة العريش بواسطة حافلات، ومن العريش إلى رفح سيرا على الأقدام، والهدف الوصول إلى معبر رفح والاعتصام لأيام أمامه، بهدف إيصال رسالة سياسية إلى الاتحاد الأوروبي، والبرلمانات الغربية، وأمريكا والمنظمات الدولية، رفضا لما يعانيه الفلسطينيون من إبادة وتجويع ومحاولات للتهجير.
ووفق العالول جرى التنسيق مع تحالفات أخرى للمشاركة في المسيرة» لدينا مئات المؤسسات التي أعلنت دعمها ومشاركتها في المسيرة، ومعظم الاتحادات العمالية والنقابية والطبية في العديد من الدول الغربية أعلنت مشاركتها في المسيرة»، لافتا إلى أن التحالف بدأ بممثلين عن 30 دولة، لكن انضم إليه الكثيرون بعد ذلك، وربما بعد تنظيم المسيرة تنضم هذه المؤسسات إلى التحالف الدولي ضد الاحتلال.
قافلة الصمود
وأكد أن هناك تنسيقا بين مسيرة غزة وقافلة الصمود التونسية: «التنظيم مختلف لكن هناك تنسيق يتعلق بموعد المسيرة، كان من المفترض أن تنطلق قافلة الصمود في نهاية شهر مايو/ أيار الجاري، لكننا طلبنا منهم أن يتأخر انطلاقهم لتوحيد الموعد والمشاركة في مسيرة غزة، فقافلة الصمود من المتوقع تحركها بريا في التاسع من شهر يونيو/ حزيران الجاري ومتوقع أن يصلوا القاهرة في الثاني عشر من يونيو/ حزيران الجاري، والمشاركون في مسيرة غزة سيصلون في اليوم نفسه عبر مطار القاهرة، ليبدأ التحرك إلى معبر رفح». وتناول في حديثه كيفية عملية تسجيل المشاركة في مسيرة غزة، قائلا: «الأمر لا يقتصر على الاسم فقط، بل على الراغب في المشاركة تسجيل كل بياناته، وأعددنا وثيقة قانونية وقع عليها المشاركون، يتعهدون فيها باحترام قوانين الدولة المصرية، لأننا لا نريد أن ينضم لنا مخربون أو مشاغبون يتسببون في مشكلات مع السلطات في مصر، وكل دولة لديها منسق وصندوق وممثل إعلامي».
سيلاقيهم آخرون من تونس والجزائر وليبيا مصطحبين معهم مساعدات
وأكد أن لجنة المسيرة لا تتحمل أي تكاليف مادية: «كل مشارك يتحمل تكلفة انتقاله إلى القاهرة، ويقتصر دورنا على ترشيح الفنادق للمشاركين لحجز ليلة الوصول، حتى تكلفة الحافلات للانتقال من القاهرة إلى العريش يتحملها المشاركون، نحن ننظم الأمور ونرتب الأمور اللوجستية فقط ».
وعن التنسيق مع السلطات المصرية بشأن المسيرة، قال العالول، إنهم بدأوا قبل أسابيع بالتواصل مع المسؤولين المصريين، بطريقة غير مباشرة عن طريق شركاء لهم في القاهرة، وإن الحملة نظمت زيارات إلى عدد من السفارات المصرية في الخارج، مشددا على حرص الحملة على وجود تنسيق مع السلطات المصرية لأبعد الحدود، ومؤكدا أن هذا يحقق مصلحة النظام المصري ومصلحة الحملة، لأن الهدف هو الضغط على الاحتلال، وأن الحملة تشارك الدولة المصرية موقفها من رفض التطهير العرقي والتهجير وحرصها على إيصال المساعدات، لافتا إلى أنه إلى الآن لم تتلق الحملة ردا قطعيا من السلطات في مصر، لكن هناك ردود إيجابية لا تحمل رفضا.
في السياق، من المنتظر أن تنطلق قافلة الصمود التونسية في التاسع من شهر يونيو/ حزيران الجاري، لتلتقي بمسيرة غزة العالمية في القاهرة يوم 12 من الشهر نفسه، حسب وائل نور عضو تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين والمتحدث باسم قافلة الصمود. نور قال لـ «القدس العربي»، إن فكرة القافلة إلى غزة طرحت قبل عامين، لافتا إلى أنهم حاولوا إطلاقها أكثر من مرة برا أو بحرا لكن هذه المحاولات لم تنجح.
وأكد أن قافلة الصمود تختلف عن كل المحاولات السابقة، وأنها ليست مجرد وفد إغاثي، لكنها مسيرة كاملة شعبية، تضم ناشطين وبرلمانيين ومواطنين من أجل رفع الحصار عن غزة وإدخال المساعدات الإنسانية العالقة أمام معبر رفح بشكل عاجل. ولفت إلى أن هناك تنسيقا جرى بين قافلة الصمود التونسية والمسيرة العالمية إلى غزة وبين أسطول الحرية، ليكون هناك تزامن في موعد الوصول ليكون أكثر فاعلية.
وزاد: نحن جزء من مجهود محاولات كسر الحصار عن غزة، كانت القافلة في البداية تونسية بحتة بمقترح من تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين، ثم تطورت لتصبح قافلة مغربية بعد انضم شركاء لنا من الجزائر وليبيا إلى هذه القافلة. وواصل: أعلنا عن هذه القافلة في مؤتمر صحافي في 13 مايو/ أيار الماضي، وسننطلق يوم 9 يونيو/ حزيران الجاري، برا من تونس حتى رفح. وبين أنهم قبلوا قرابة 2000 طلب، نظرا لعدم استيفاء كل الطلبات التي قدمت للوثائق القانونية، لافتا إلى وجود عدد من المتضامنين في القافلة من الجزائر وليبيا لم يحدد عددهم بالضبط حتى الآن.
ليس سهلا
وأضاف: التحرك البري لن يكون سهلا بطبيعة الحال، والقافلة البرية هي أصعب خيار، واضطررنا لهذا الخيار لأنه لم يعد هناك أي حلول أخرى، وتحرك الشعوب برا سيكون أكثر قدرة على إيصال صوتنا، إضافة إلى أن شركاءنا حاولوا أكثر من مرة التحرك بحرا، وتم استهدافهم سواء عبر الإجراءات البيروقراطية، كما حدث مع «أسطول الحرية» الذي انطلق من تركيا وكنت عضوا فيه ولقد تم تعطيل خروجنا، أو عبر القصف المباشر كما تم مع «أسطول الحرية» في مالطا حيث تم قصفهم بمسيرة صهيونية.
وتابع: هي رحلة طويلة وشاقة لكنها لا تقارن بالمعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني من حرب إبادة وتجويع وتعطيش وتهجير.
وأكد أن القافلة تواصلت مع الحكومة التونسية، وأنه جرى التواصل مع الحكومة الليبية، إضافة إلى تقديم طلب رسمي في السفارة المصرية في تونس، وإرسال خطاب للخارجية المصرية، معبرا عن أمنيته بأن تحصل القافلة على كل التراخيص اللازمة للوصول إلى معبر رفح.