كتائب القسام تبث تسجيلاً جديدًا للأسير الإسرائيلي متان تسنغاوكر: “نعيش معاناة لا توصف ونتنياهو خذلنا”

بثّت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، اليوم السبت، تسجيلًا مرئيًا للأسير الإسرائيلي متان تسنغاوكر، كشف فيه عن ظروف احتجازه القاسية ووجّه انتقادات لاذعة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، متهمًا إياه بإهمال الأسرى وإطالة أمد معاناتهم في قطاع غزة.
وفي الفيديو الذي وصفه مراقبون بأنه أكثر التسجيلات عاطفية ومأساوية منذ بدء الحرب، قال تسنغاوكر:
“أنا محتجز لدى حماس منذ أكثر من 420 يومًا.. الخوف أصبح جزءًا من حياتنا اليومية، نموت كل يوم ألف مرة.. لا أحد يشعر بنا، لا الحكومة ولا الناس”.
رسائل غاضبة وعاطفية
وتحدث تسنغاوكر عن شعوره بالإحباط من حكومة بلاده، قائلاً:
“نتنياهو أعلن خطة لإعادتنا وعرض 5 ملايين دولار لمن يعيدنا.. لكنه لا يعرف عدونا ولا يفهم نواياهم. هذا يعكس فشله وفشل حكومته منذ 7 أكتوبر”.
وفي رسالته لعائلته، قال متان بحزن:
“أمي، أراقبك من بعيد، أسمع عن نشاطاتك.. أتمنى أن أجلس معك على الطاولة من جديد، نأكل ونتحدث. اشتقت لكِ كثيرًا”.
كما وصف الظروف المعيشية داخل غزة قائلًا:
“نعيش بأكل قليل وماء ملوث، لا دواء كاف، ونفتقر إلى أبسط مستلزمات النظافة. حياتنا مع الفئران والعناكب، وأمراض الجلد تنهشنا”.
دعوة للتظاهر و”ألا ينام نتنياهو”
وفي رسالة مؤثرة للإسرائيليين، قال:
“لا تتركوا نتنياهو ينام دقيقة واحدة. تظاهروا أمام بيته.. نحن نعاني، والأجدر أن يعاني مثلنا. لا تنسونا، لا تتركونا نُدفن أحياء”.
واختتم تسجيله بعبارات تختصر حجم المعاناة:
“لماذا طال هذا الوقت؟ لماذا لا يوجد اتفاق؟ لماذا نحن هنا؟”.
سياق متصاعد وضغوط داخلية
ويأتي هذا التسجيل في وقت تتصاعد فيه الضغوط الداخلية على حكومة نتنياهو، مع اتساع رقعة الاحتجاجات الشعبية المطالبة بإبرام صفقة تبادل شاملة تُنهي معاناة الأسرى في غزة، وسط تقارير عن انقسامات داخل الحكومة الإسرائيلية بشأن شروط الصفقة.
وكانت حركة حماس أعلنت مؤخرًا مقتل 33 أسيرًا إسرائيليًا نتيجة قصف الاحتلال، وأكدت أن استمرار المعارك يهدد حياة بقية الأسرى.
تسريبات متكررة ورسائل سياسية
وتعمد كتائب القسام مؤخرًا إلى بث تسجيلات متكررة لأسرى إسرائيليين من بينهم مجندون وجنود مزدوجو الجنسية، في حملة ضغط نفسي على الشارع الإسرائيلي وصنّاع القرار، من أجل الدفع نحو اتفاق تبادل يُفكك شروط نتنياهو ويفرض انسحابًا إسرائيليًا من غزة.
ومع اتساع الفجوة بين الحكومة الإسرائيلية وأهالي الأسرى، تتحول قضية الجنود المحتجزين إلى أزمة داخلية متفجرة قد تعجّل بتغيرات سياسية في تل أبيب.