السفير معصوم مرزوق يحذر من نقل الجامعة العربية ويصفها بهيئة بلا وظيفة حقيقية

أعرب السفير معصوم مرزوق عن استغرابه الشديد من التصريحات المنسوبة للدكتور عماد جاد بشأن تأييده لفكرة نقل مقر جامعة الدول العربية من القاهرة إلى المملكة العربية السعودية
وأوضح أن مثل هذا الطرح يُجسد حالة من الارتباك السياسي التي اجتاحت عددًا من النخب في العالم العربي
وأكد أنه لا يصدق أن جاد قال ذلك بالفعل وإن صح الأمر فإن هذه التصريحات لا تنم إلا عن غياب التوازن والرؤية الاستراتيجية
أشار مرزوق إلى أن جامعة الدول العربية باتت اليوم مجرد كيان رمزي لا يؤدي أي دور فعّال داخل المنظومة الإقليمية
ولفت إلى أن الوظائف المنصوص عليها في ميثاق الجامعة والتي كان من المفترض أن تحقق التكامل العربي لم يتم تنفيذها فعليًا منذ عقود
كما أوضح أن الاجتماعات الدورية للجامعة تحولت إلى مناسبات شكلية تفتقر لأي تأثير حقيقي على القضايا المصيرية وكان آخرها اجتماع بغداد الذي وصفه بالمؤسف
أضاف مرزوق أن الحل يكمن في تعديل ميثاق الجامعة بحيث يصبح أكثر فعالية وتابع أن الآلية الحالية التي تشترط الإجماع في اتخاذ القرارات تعيق التقدم ولا تتماشى مع الممارسات الديمقراطية الحديثة مستشهدًا بما يجري في منظمة الأمم المتحدة حيث يتم التصويت على أساس الأغلبية
نوه مرزوق إلى أن الميثاق الحالي ينص بوضوح على أن القاهرة هي المقر الرئيسي للجامعة وأردف أنه في حال وجود نية لنقل المقر فمن الأولى التفكير بنقله إلى العاصمة الإدارية الجديدة داخل مصر وليس خارجه
واقترح أن يُخصص للجامعة دورين في البرج الأيقوني بالعاصمة الجديدة مما يعكس الرمزية والدلالة السياسية القوية
أكد السفير مرزوق أن العرف القانوني الراسخ منذ عام 1945 يقضي بأن يكون الأمين العام مصريًا واستدرك بالقول إن تغيير هذا العرف يمثل خرقًا غير مبرر للقواعد الدبلوماسية المتعارف عليها ودعا إلى عدم الالتفات لمثل هذه المزايدات التي لا تستند إلى منطق واقعي
أوصى مرزوق بضرورة وجود مساعدين للأمين العام يمثلون مختلف المناطق الجغرافية في الوطن العربي مشددًا على أن الإصلاح الجاد يجب أن يبدأ من الداخل وليس عبر طرح اقتراحات تُضعف الدور المصري التقليدي والمحوري في المنظومة العربية