اللواء رأفت الشرقاوي يؤكد رفض نقل مقر جامعة الدول العربية من القاهرة للسعودية

أكد اللواء رأفت الشرقاوي مساعد وزير الداخلية السابق للأمن العام أن الدعوات المتداولة بشأن نقل مقر جامعة الدول العربية من القاهرة إلى المملكة العربية السعودية في الوقت الراهن غير ملائمة ولا تستند إلى أسس صحيحة.
أوضح الشرقاوي في تصريح خاص أن مصر على أعتاب حدث عالمي مهم يستدعي التركيز الكامل وعدم الانشغال بمثل هذه القضايا في الوقت الحالي مشيراً إلى ضرورة انتظار انتهاء هذا الحدث الكبير قبل اتخاذ أي قرارات بشأن مقر الجامعة.
أشار إلى أن مصر تحتفظ بدورها التاريخي والثقافي والريادي في المنطقة العربية ولا يمكن التنازل عن هذا الدور بهذه السرعة أو القفز فوقه بهذه الطريقة.
وأضاف أن الحديث عن نقل مقر الجامعة العربية في التوقيت الحالي يعد أمراً غير منطقي بالمرة، مؤكداً أن الدولة ستقوم باتخاذ الخطوات المناسبة لاحقاً وفقاً لما تقتضيه المصلحة العامة.
أشاد الشرقاوي كذلك بأداء الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، موضحاً أن مدبولي رجل كفء يعمل بلا كلل على مدار الساعة لتحقيق أهداف التنمية والتطوير التي تسعى إليها مصر منذ توليه وزارة الإسكان وحتى رئاسة مجلس الوزراء.
في المقابل دعا الدكتور عماد جاد عضو لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب سابقاً إلى إعادة النظر في مكان مقر الجامعة العربية، مطالباً بنقله إلى المملكة العربية السعودية.
زعم جاد في منشور له عبر فيسبوك أن تولي السعودية رئاسة الجامعة العربية ونقل مقرها إلى الرياض أو أي مدينة سعودية أخرى سيكون قراراً موضوعياً يخدم مصالح كافة الدول العربية.
أضاف أن التوازنات الحالية والعلاقات التاريخية بين الدول العربية تدعم هذا الخيار وأن السعودية تعد نقطة انطلاق العرب في المنطقة.
لفت إلى أن انتقال المقر إلى السعودية مع تعيين أمين عام جديد سعودي الجنسية سيمثل خطوة إيجابية لتحقيق المزيد من التعاون العربي المشترك.
لكن هذا الطرح قوبل برفض رسمي وشعبي داخل مصر بسبب الأهمية الرمزية والتاريخية التي تمثلها القاهرة كمقر للجامعة.
استدرك الشرقاوي قائلاً إن الوقت الحالي غير مناسب لمناقشة مثل هذه القضايا الحساسة، داعياً إلى التركيز على الأولويات الوطنية والدولية الكبرى التي تواجهها مصر والمنطقة، مؤكداً أن المصلحة العليا للدول العربية يجب أن تكون عنواناً لأي قرار يتم اتخاذه مستقبلاً.
أضاف أن القاهرة ستبقى دائماً مركزاً للعروبة وأن نقل مقر الجامعة لن يقلل من دورها المحوري على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وأردف بأن استقرار الجامعة العربية وأهدافها السامية لا تتوقف على موقع المقر بقدر ما تعتمد على التعاون والعمل الجماعي بين الدول الأعضاء.
أكد اللواء رأفت الشرقاوي أن هذه الدعوات تعكس آراء شخصية لا تعبر عن موقف الدولة الرسمي التي تتمسك بمكانتها التاريخية والدبلوماسية الراسخة في جامعة الدول العربية.
وأوضح أن كل المؤشرات الحالية تؤكد بقاء المقر في القاهرة لما له من رمزية سياسية وثقافية لا يمكن التفريط فيها بسهولة، وتأكيد مصر الثابت على مركزها القيادي في جامعة الدول العربية رغم الضغوط الخارجية المستمرة