سائق يُفدي المئات بروحه ويمنع كارثة كبرى بمحطة وقود في بمدينة العاشر

نعت وزارة البترول ببالغ الحزن والأسى السائق الشجاع خالد محمد شوقي البالغ من العمر 37 عامًا والذي لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرًا بجروح بالغة عقب تضحية بطولية أنقذ خلالها أرواح عشرات الأشخاص من موت محقق إثر اندلاع حريق مفاجئ في شاحنته المحملة بالوقود أمام محطة بنزين بمدينة العاشر من رمضان
أوضح مصدر مسؤول بقطاع البترول أن السائق الراحل كان يقود مركبة صهريج محملة بـ14 ألف لتر من السولار صباح الثلاثاء عندما اشتعلت فيها النيران فجأة أثناء توقفها أمام محطة تابعة لشركة وطنية بمنطقة المجاورة 46 بمدينة العاشر
أكد شهود الواقعة أن خالد لم يتردد لحظة في اتخاذ القرار الأصعب إذ رفض النجاة بنفسه وتحرك بمركبته المشتعلة على الفور مبتعدًا عن المحطة مسافة تزيد عن 100 متر ليحول دون وصول الحريق إلى خزانات الوقود التي تحتوي على أكثر من 100 ألف لتر والتي كان اشتعالها سيؤدي إلى كارثة غير مسبوقة
أضاف مصدر أمني أن فرق الحماية المدنية وصلت إلى موقع الحادث خلال 7 دقائق من تلقي البلاغ عند الساعة 8:42 صباحًا وتمكنت من السيطرة على ألسنة اللهب خلال أقل من 12 دقيقة دون أن تسفر الحادثة عن خسائر بشرية أخرى أو أضرار جسيمة بالمحطة والمنطقة المجاورة
صرّح مسؤول طبي أن السائق نُقل فورًا إلى مستشفى العاشر من رمضان التخصصي وهو في حالة حرجة حيث أصيب بحروق طالت 85% من جسده ولم تفلح محاولات إنعاشه داخل غرفة العناية المركزة ليرحل عن عالمنا الساعة 4:15 عصرًا مخلفًا وراءه حزنًا عميقًا في قلوب الجميع
أشارت وزارة البترول إلى أن خالد محمد شوقي ترك خلفه زوجة وطفلين يبلغان من العمر 6 و3 سنوات وتعهدت بتكريمه رسميًا وتقديم الدعم الكامل لأسرته عرفانًا ببطولته النادرة وتضحيته الثمينة
لفت مسؤولون إلى أن خالد أصبح رمزًا خالدًا للوفاء والشجاعة ووجهت الوزارة تعليماتها الفورية بإطلاق مراجعة شاملة لإجراءات السلامة في قطاع نقل الوقود من أجل حماية الأرواح وتفادي تكرار هذه المأساة المؤلمة