مصر

طارق العوضي يحذر نقل أمانة الجامعة العربية من مصر خطر استراتيجي

أوضح المحامي الحقوقي طارق العوضي أن تأسيس جامعة الدول العربية عام 1945 لم يكن مجرد صدفة تنظيمية بل انبثق من مبادرة مصرية خالصة قادتها القاهرة بوعي سياسي مبكر تجاه قضايا العالم العربي

أشار العوضي إلى أن العاصمة المصرية احتضنت الاجتماعات التحضيرية الأولى لإطلاق الجامعة ووضعت مسودة الميثاق الذي تم التوقيع عليه لاحقًا وكانت مصر أول دولة تصدق عليه بشكل رسمي

أكد العوضي أن ارتباط المقر الرئيسي للجامعة العربية بالقاهرة ليس مجرد عرف دبلوماسي بل يمثل تجليًا واضحًا لدور مصر التاريخي والمفصلي في صياغة ملامح النظام الإقليمي العربي على مدار العقود الماضية

لفت إلى أن منصب الأمين العام للجامعة ظل في الغالب من نصيب مصر منذ إنشاء الجامعة باستثناء مرتين مؤقتتين ما يعكس وزن القاهرة التاريخي وموقعها الجغرافي والسياسي المركزي في المنطقة العربية

نوه العوضي إلى أن فكرة نقل الأمانة العامة خارج مصر حاليًا تمثل تهديدًا للبنية الرمزية والسياسية المتبقية في النظام العربي وهي ليست مجرد خطوة إدارية بل مقامرة كبرى بوحدة العمل العربي ومكانة الجامعة كمؤسسة جامعة

أضاف أن المبررات التاريخية التي تمنح مصر الأفضلية في الاحتفاظ بمنصب الأمين العام تستند إلى وقائع موثقة في تاريخ الجامعة من حيث ريادتها في العمل العربي المشترك ودورها المحوري في الوساطات والحلول الإقليمية منذ منتصف القرن العشرين

أعلن أن التمسك المصري بهذا المنصب لا يُعد رغبة في الهيمنة بقدر ما يعكس حرصًا على استمرارية منظومة توازن عربية حافظت على الحد الأدنى من الإجماع خلال أزمات معقدة مرت بها الأمة

استرسل العوضي في التأكيد على أن نقل مقر الأمانة أو منصب الأمين العام من مصر في هذا التوقيت بالغ الحساسية سيؤدي إلى تآكل ما تبقى من رمزية الجامعة ويكرّس انقسامًا إقليميًا خطيرًا

اختتم بالإشارة إلى أن الجامعة العربية رغم التحديات لا تزال تمثل أحد أهم رموز الهوية السياسية الجامعة في العالم العربي وأن موقعها ومكانة مصر فيها مسألة لا يجب التفريط فيها

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى