مدبولي يقترب من أمانة الجامعة العربية وسط تحركات دولية مكثفة

أعلن مصدر دبلوماسي رفيع المستوى أن القاهرة بدأت مشاورات سياسية نشطة لاختيار المرشح المصري لمنصب الأمين العام لجامعة الدول العربية قبل انتهاء ولاية أحمد أبو الغيط المقررة في نهاية سبتمبر 2025 وذلك وفقًا لما تفرضه المادة 12 من ميثاق الجامعة التي تنص على ضرورة موافقة ثلثي الأعضاء البالغ عددهم 22 دولة
أوضح المصدر أن رئيس الوزراء المصري الحالي مصطفى مدبولي يأتي على رأس قائمة المرشحين المحتملين للمنصب وذلك لأول مرة في تاريخ الجامعة منذ تأسيسها عام 1945 حيث لم يسبق أن تولى المنصب أي رئيس وزراء بل اقتصر المنصب دائمًا على وزراء الخارجية من دولة المقر
لفت المصدر إلى أن مؤسسات الدولة المصرية وعلى رأسها الرئاسة تثق في كفاءة مدبولي وقدرته على إدارة ملفات الجامعة في هذه المرحلة الدقيقة وأكد أن دوائر القرار داخل مصر طرحت أيضًا أسماء وزير الخارجية الحالي بدر عبد العاطي وسلفه سامح شكري ضمن قائمة المرشحين المحتملين
كشف المصدر أن الاعتراضات الخليجية على ترشيح سامح شكري حالت دون الدفع باسمه رسميًا رغم أنه كان الخيار المفضل سابقًا مما دفع الجهات المعنية للتفكير في مرشحين بديلين على رأسهم عبد العاطي ثم مدبولي الذي لم يُسجل ضده أي مواقف مثيرة للجدل سواء عربيًا أو محليًا
أشار الدبلوماسي إلى أن اقتراح اسم مدبولي جاء من إحدى الجهات السيادية في ظل توجه رئاسي نحو تعيين الفريق كامل الوزير وزير النقل والصناعة الحالي في منصب رئيس الوزراء الأمر الذي يُمهّد لخروج مدبولي من الحكومة وبالتالي ترشيحه للأمانة العامة
نبه المصدر إلى أن بعض الدول العربية وعلى رأسها الجزائر والسعودية أبدت رغبتها في طرح مرشحين من خارج مصر لتدويل المنصب وهو ما يضع القاهرة أمام تحدٍ دبلوماسي غير مسبوق ويزيد من صعوبة حسم التوافق العربي حول المرشح المصري
أوضح المصدر أن المدة القانونية للولاية الواحدة للأمين العام هي خمس سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة فقط وقد تم اختيار الشاذلي القليبي من تونس كأمين عام مؤقت سابقًا عندما نقل مقر الجامعة إلى تونس عام 1979 قبل عودته إلى القاهرة عام 1990
أضاف أن المشاورات الحالية التي تُجريها مصر تستهدف حشد الدعم العربي للمرشح المصري ومنع تفتيت الإجماع على المنصب وهو ما يتطلب تحركات رفيعة المستوى تشمل زيارات واتصالات دبلوماسية مع العواصم المؤثرة في القرار العربي