انسحاب الجيش الإسرائيلي من نابلس بعد عملية عسكرية استمرت 28 ساعة

شهدت مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، فجر الأربعاء، انسحاب الجيش الإسرائيلي بعد عملية عسكرية مكثفة استمرت نحو 28 ساعة، أسفرت عن مقتل شهيدين وإصابة أكثر من 80 فلسطينياً، فضلاً عن أضرار جسيمة في المنازل والمحلات التجارية.
وتفاصيل العملية العسكرية تشير إلى اقتحام الجيش الإسرائيلي لمدينة نابلس في ساعات الفجر الأولى من يوم الثلاثاء، حيث توسع نطاق الاشتباكات إلى مخيم بلاطة للاجئين شرقي المدينة. وأظهرت التقارير أن الجنود نشروا قناصتهم على أسطح عدد من المباني، بينما تم استخدام قنابل الغاز السام المسيل للدموع ضد المدنيين الفلسطينيين.
هذه الأحداث تأتي وسط أجواء متوترة في المنطقة، حيث يتصاعد قلق المجتمع الدولي من تزايد العنف.
“لقد شعرنا بالخوف والذعر خلال تلك الساعات التي مررنا بها. كان الوضع كابوساً، كل شيء كان يسير بشكل متسارع”.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان وصل الأناضول نسخة منه إن الهيئة العامة الفلسطينية للشؤون المدينة – جهة اتصال مع إسرائيل – أبلغتها “باستشهاد الفلسطينيين نضال مهدي أحمد عميرة (40 عاما)، وخالد مهدي أحمد عميرة (35 عاماً) برصاص الاحتلال (الإسرائيلي) في نابلس،”.
وادعى الجيش الإسرائيلي في بيان عبر منصة إكس، أنه “أثناء تفتيش شخصين مشتبه بهما، حاولا انتزاع سلاح أحد الجنود، فأُطلقا رصاصات أصابت جنديا بجروح متوسطة و3 جنود آخرين بجروح طفيفة، وردت القوة بإطلاق النار عليهما وقتلتهما”.
وكان شهود عيان قالوا للأناضول، إن الجيش الإسرائيلي اقتحم مدينة نابلس من عدة محاور، وحاصر بلدتها القديمة، وشرع في عملية تفتيش متاجر ومنازل، واعتقل عددا من الفلسطينيين، وحولهم إلى مراكز تحقيق في المدينة.
وأفاد الشهود باندلاع مواجهات بين عشرات الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي، استخدم فيها الأخير الرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع.
يأتي ذلك بينما يواصل الجيش الإسرائيلي عدوانه على مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس (شمال) منذ 21 يناير/ كانون الثاني الماضي.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل بدعم أمريكي حرب إبادة جماعية بغزة، خلفت نحو 182 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال.
وبالتوازي مع الإبادة الجماعية في غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى مقتل 977 فلسطينيا على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال ما يزيد على 17 ألفا و500، وفق معطيات فلسطينية.