بيان حزب غد الثورة الليبرالي المصري لدعم قوافل الكرامة الشعبية في مواجهة الجرائم بحق غزة

بيان صادر عن حزب غد الثورة الليبرالي المصري

يتابع حزب غد الثورة الليبرالي المصري بكل تقدير واعتزاز انطلاق قوافل الكرامة الشعبية من عدة دول عربية شقيقة، وعلى رأسها تونس، وهي قوافل مدنية سلمية تعبّر عن ضمير الشعوب العربية في مواجهة الجرائم المتواصلة بحق أكثر من مليونين من أبناء قطاع غزة،

الذين يتعرضون لحصار خانق وإبادة جماعية وتجويع متعمد منذ ما يزيد على عشرين شهرًا، في ظل عجزٍ دوليٍّ مخزٍ وتواطؤ رسميٍّ عربيٍّ لا يمكن السكوت عليه.

وإذ نحيّي هذه المبادرات النبيلة، فإننا نؤكد على حق الشعوب في التعبير السلمي عن تضامنها مع الشعب الفلسطيني، ونعتبر أن التجمّع السلمي أمام معبر رفح داخل الأراضي المصرية، في نطاق ما تسمح به قوانين حق التظاهر وحرية التنظيم والتعبير،

وتحت إشراف الهلال الأحمر المصري، هو حقٌ مشروعٌ لا يخرق سيادة الدولة، ولا يمسّ أمنها، بل يعكس انحيازًا إنسانيًا وأخلاقيًا واجبًا في وجه الاحتلال وجرائمه.

إن المطالبة بفتح باب التظاهر السلمي، ليست دعوة لاختراق حدود أو فرض ممرات، بل هي تأكيد على أن رفح ليست مجرد بوابة جغرافية، بل منصة رمزية للكرامة العربية، ينبغي أن يُسمح للشعوب أن تقف عندها، تصرخ، ترفع لافتاتها، وتذكّر العالم بجريمة الحصار.

ونُبدي أسفنا البالغ وإدانتنا الصريحة لأي محاولات لمنع هذه القوافل من الوصول إلى مناطق التجمّع قرب رفح، أو لتقييد حركتها أو تصويرها كتهديد، وهي مبادرات شعبية سلمية خاضعة لإشراف جهات قانونية وإنسانية مثل الهلال الأحمر المصري، وتلتزم علنًا بكافة القواعد والضوابط المعمول بها.

لقد تحوّل الحصار على غزة إلى امتحان قيمي وأخلاقي، لا يخص الفلسطينيين وحدهم، بل يخص كل إنسان عربي حر، وكل من لا يزال يحتفظ بشيء من الشرف الإنساني. ولذا فإن كل محاولة لإسكات الشعوب ومنعها من التعبير، ليست سوى محاولة لحماية الاحتلال من غضب الناس، وليست حمايةً لأمن مصر أو حدودها كما يُروّج.

إننا في حزب غد الثورة، نؤمن أن مصر كانت دومًا بوابة العروبة للحق، لا بوابةً تُغلق في وجهه. وإن تمكين هذه القوافل من أداء رسالتها الرمزية والتضامنية، تحت إشراف الهلال الأحمر ووفق القانون، هو واجب وطني قبل أن يكون استحقاقًا إنسانيًا.

نهيب بالقوى المدنية والسياسية، داخل مصر وخارجها، أن ترفع صوتها دفاعًا عن هذا الحق، لا كوسيلة دعم لغزة فقط، بل كمعركة مبدأ، ومعركة ضمير.
د. أيمن نور
رئيس حزب غد الثورة الليبرالي المصري