أمريكا تتأرجح تحت ضغط الاحتجاجات ومؤشرات الانهيار تتصاعد سريعًا

أكدت التطورات الأخيرة أن الساحة الأمريكية تشهد واحدة من أكثر فترات التوتر تصاعدًا منذ عقود إذ اندلعت مظاهرات حاشدة في مدينة لوس أنجلوس اعتراضًا على سياسات الهجرة المشددة التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
مما دفعه إلى إصدار أمر فوري بنشر 2000 من عناصر الحرس الوطني في المدينة دون الرجوع إلى الحاكم الديمقراطي لولاية كاليفورنيا
أعلن ترامب عزمه على دعم أي إجراء قانوني لاعتقال حاكم كاليفورنيا المنتخب إذا تبين أنه يعرقل تنفيذ قرارات إدارة الهجرة الجديدة وهو التصعيد الذي قوبل بتحرك قضائي مباشر من المدعي العام في الولاية الذي تقدم بدعوى ضد الرئيس بسبب ما وصفه بانتهاك مباشر للسلطات الفيدرالية على الولايات
نوهت مصادر أمنية أن شرطة لوس أنجلوس فرضت حظرًا شاملًا على التجمعات وسط المدينة بالتزامن مع إرسال 700 من عناصر مشاة البحرية الأمريكية “المارينز” إلى مواقع الاحتجاجات لاحتواء الغضب الشعبي المتزايد في ظل تصاعد الهتافات المناهضة للقرارات الفيدرالية
أوضح خبراء أن نطاق الاحتجاجات تجاوز كاليفورنيا ليشمل عددًا من المدن الكبرى في ولاية تكساس مما يعكس حجم الغليان الشعبي وعدم الرضا عن النهج المتبع في معالجة ملف المهاجرين الذي يمثل إحدى القضايا الحساسة في المجتمع الأمريكي
أشار محللون سياسيون إلى أن الأوضاع الحالية في أمريكا تشابه إلى حد بعيد المراحل الأخيرة للحضارات التاريخية الكبرى إذ من المتوقع أن تصل نسبة الدين العام إلى الناتج القومي إلى 135% خلال العامين القادمين وهي نسبة تجاوزت ما بلغته الإمبراطورية الرومانية عند انهيارها حينما وصلت إلى 130% عام 235 ميلاديًا
لفت المراقبون إلى أن نسبة من يمتلكون الثروات في أمريكا تقل عن 1% من عدد السكان وهي النسبة التي سبقت اندلاع الثورة الفرنسية في القرن الثامن عشر بينما كشفت الدراسات أن الثقة في المؤسسات الفيدرالية انخفضت منذ عام 1970 من 54% إلى نسبة متوقعة تبلغ 20% فقط خلال عامين وهو مستوى قريب من نسبة الثقة في الاتحاد السوفيتي قبل انهياره عام 1991 عندما سجلت 19%
أضاف تقرير استراتيجي أن واشنطن تنفق ما يقرب من 62% من ميزانيتها على 750 قاعدة عسكرية موزعة على 80 دولة وهو ما يعادل ذات نسبة إنفاق الإمبراطورية الإسبانية قبل انهيارها مما يثير المخاوف حول مصير الهيمنة الأمريكية
استدرك المؤرخون أن الانقسام السياسي في البلاد تجاوز حتى ما شهدته أمريكا قبل الحرب الأهلية التي أودت بحياة 750 ألف شخص خلال أربع سنوات مشيرين إلى أن موعد الاحتفال بالذكرى الـ250 لاستقلال الولايات المتحدة في يوليو 2026 قد يتزامن مع نهاية دورة حضارتها حسب متوسط عمر الحضارات البالغ 250 عامًا