إيران تمحو اسم قاتل السادات من شوارع طهران تعزيزًا للعلاقات مع مصر

أعلنت السلطات الإيرانية بدء إجراءات تغيير اسم شارع خالد الإسلامبولي الواقع في المنطقة السادسة وسط العاصمة طهران
وذلك في خطوة وُصفت بأنها تحمل طابعًا رمزيًا لدفع العلاقات مع القاهرة إلى مستوى جديد بعد سنوات طويلة من التوتر والانقطاع الدبلوماسي
أكد المتحدث باسم مجلس بلدية طهران علي رضا نادعلي أن لجنة تسمية الشوارع ناقشت قرار التغيير واقترحت عدة أسماء جديدة سيتم عرضها للتصويت في الجلسة العامة للمجلس الأسبوع المقبل
مشيرًا إلى أن هذا الإجراء جاء بناء على تنسيق وثيق مع وزارة الخارجية الإيرانية تماشيًا مع توجه الدولة لتعزيز التواصل مع مصر
أوضح نادعلي أن هذه الخطوة تعكس رغبة حقيقية لدى طهران في طي صفحة الخلافات التاريخية لافتًا إلى أن التسمية السابقة للشارع تسببت في أزمة ممتدة منذ عام 1981 وهو العام الذي اغتيل فيه الرئيس المصري الراحل أنور السادات على يد الضابط خالد الإسلامبولي الذي منح اسمه لاحقًا لأحد أهم الشوارع في طهران
أضاف أن القرار يتزامن مع زيارة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى القاهرة في يونيو 2025 حيث التقى خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسي وعددًا من كبار المسؤولين المصريين كما قام بجولة رمزية في منطقة خان الخليلي التاريخية وصلى المغرب في مسجد الحسين قبل أن يتناول العشاء في مطعم نجيب محفوظ وهو ما اعتبرته مصادر سياسية إيرانية تحركًا دبلوماسيًا غير مسبوق في تاريخ العلاقات الثنائية
أشار مراقبون إلى أن هذه التطورات تأتي بعد قرابة 40 عامًا من التوتر المستمر منذ عام 1979 على خلفية الثورة الإيرانية وتوقيع مصر لاتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل وهو ما اعتبرته طهران خيانة للقضية الفلسطينية خاصة في ظل دعم إيران لجهات مسلحة وصفتها القاهرة آنذاك بالمتطرفة
لفت محللون إلى أن الاتفاق السعودي الإيراني بوساطة صينية في 2023 كان له تأثير جوهري في إعادة تشكيل أولويات السياسة الخارجية الإيرانية ما شجع على إعادة تقييم العلاقة مع دول عربية منها مصر خصوصًا مع وجود مؤشرات دولية على ضرورة التهدئة الإقليمية
نوهت تقارير غير رسمية إلى أن أحد الأسماء البديلة المقترحة لتسمية الشارع هو حسن نصر الله الزعيم الراحل لحزب الله الأمر الذي أثار جدلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي وانقسمت حوله الآراء بين داعم ورافض
أعلن المسؤولون الإيرانيون أن القرار النهائي بشأن الاسم الجديد سيتم الإعلان عنه خلال الأيام المقبلة مؤكدين أن هذه المبادرة هي بداية لسلسلة خطوات من شأنها الدفع نحو إعادة العلاقات الدبلوماسية الكاملة مع مصر بعد انقطاع دام عقودًا