الأسد يعيش في رفاهية بموسكو بعد سقوط مدوٍّ ونظام دموي منهار

أكد شهود مقربون من المشهد السياسي السوري أن الرئيس المخلوع بشار الأسد منذ أن غادر الأراضي السورية في الثامن من ديسمبر عام 2024 متجهًا إلى العاصمة الروسية لم يغادر موسكو وذلك عقب سيطرة قوات هيئة تحرير الشام على العاصمة دمشق وإعلانه رسميًا خارج السلطة بعد 24 عامًا من الحكم المتسلط
أوضح مراقبون دوليون أن بشار الأسد استقر في برج فاخر بمجمع “مدينة العواصم” المطل على الساحة الحمراء وكرملين موسكو والذي يُعرف بارتفاع أسعار الإيجارات فيه حتى تجاوزت بعض الشقق فيه قيمة 3 ملايين دولار الأمر الذي فسره البعض بامتلاك عائلة الأسد مصادر مالية ضخمة لا تزال تُغذي حياتهم في المنفى
صرح صحفي روسي أن تواجد الأسد في المجمع لا يمكن تأكيده بدقة مشيرًا إلى غياب أي ظهور علني له في السينما أو المراكز التجارية ما يعكس نمط حياة غامض للغاية وأسلوبًا شديد التحفظ وصفه بأنه خارج عن المألوف حتى في أوساط المنفيين السياسيين
أضاف الصحفي أن هناك تكهنات واسعة حول احتمالية إقامته في منطقة “روبليفكا” غرب موسكو والتي تُلقب بـ”بيفرلي هيلز الروسية” بسبب احتضانها لأفخم القصور والأحياء المحصنة التي يسكنها كبار الشخصيات الروسية والدولية
أشار فابريس بالانش الخبير الجغرافي في الشأن السوري إلى أن بقاء الأسد في الظل قد يكون بتوجيه مباشر من الكرملين مؤكدًا أن الاستخبارات الروسية تفرض رقابة صارمة على تحركاته وتفرض عليه عزلة شبه تامة حماية له من هجمات محتملة خاصة في ظل استهداف موسكو مرارًا بطائرات أوكرانية مسيرة
قال محللون سياسيون إن اختفاء الأسد المفاجئ يعكس تحولا جيوسياسيًا كبيرًا في الشرق الأوسط لا سيما في ظل انهيار نظامه الذي دام أكثر من خمسة عقود منذ تسلم والده حافظ الأسد الحكم عام 1971
نوه تقرير إلى أن الحرب الأهلية السورية التي بدأت عام 2011 بعد قمعه العنيف للاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية أسفرت عن مقتل مئات الآلاف وتشريد أكثر من 13 مليون سوري وتحويل البلاد إلى ساحة حرب دولية مفتوحة لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية
أكد مراقبون أن بشار الأسد رغم فقدانه للسلطة لا يزال يحتفظ بشبكات مالية معقدة ساعدته على الانتقال إلى المنفى واستئجار شقق فاخرة داخل روسيا تحت حماية أمنية عالية وتنقل محدود يخضع لموافقة الجهات الروسية
استدرك مسؤولون سابقون أن بقاء الأسد في موسكو قد يطول نظرًا لتعقيد الموقف السياسي في سوريا وصعوبة محاكمته دوليًا بسبب دعم سابق من روسيا وإيران فضلاً عن افتقار البلاد لحكومة موحدة بعد الانهيار السريع للنظام المركزي
لفت متابعون إلى أن فرض العقوبات الغربية على نظام الأسد لم يمنع استمرار تدفق الأموال على محيطه الضيق من العائلة والمستشارين ما جعله يحتفظ بأسلوب حياة مرفه في أحد أكثر الأحياء فخامة في أوروبا الشرقية رغم سقوطه المدوّي
زعم بعض المحللين أن صمت الأسد وإخفاء تحركاته قد يكون استراتيجية روسية لقطع الطريق على ملاحقته دوليًا أو تجنيب موسكو إحراجًا دبلوماسيًا أمام المجتمع الدولي بعد احتضانه
أجاب محلل استراتيجي أن المرحلة المقبلة ستحدد ما إذا كان وجود بشار الأسد في موسكو سيكون مؤقتًا أم بداية لحقبة طويلة من النفي السياسي تحت الحماية الروسية