د. حسن الديك لـ”أخبار الغد”: المظاهرات تمتد لـ12 مدينة أمريكية.. ومنصات التواصل تُغذي التضليل والمبالغات

أكد الدكتور حسن الديك، الباحث المتخصص في الشأن الأمريكي، أن الاحتجاجات ضد إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية (ICE) التي انطلقت الجمعة من مدينة لوس أنجلوس، امتدت إلى ما لا يقل عن 12 مدينة أمريكية، أبرزها نيويورك، شيكاغو، سان فرانسيسكو، فيلادلفيا، سياتل، وتكساس، موضحًا أن بعض هذه التحركات تحولت إلى احتجاجات أوسع ضد إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب.
وأشار الديك في تصريح خاص لـ “أخبار الغد”، إلى أن الواقع الميداني في لوس أنجلوس لا يعكس الصورة الدرامية المنتشرة عبر الإنترنت، إذ يعيش أغلب السكان حياتهم بشكل طبيعي، بينما تُضخّم منصات التواصل الوضع باستخدام محتوى قديم ومُفبرك يُعاد تداوله دون تدقيق.
خوارزميات مضللة وفيديوهات مزيفة
وحذر الخبير من أن الخوارزميات القوية على منصات مثل X وتيك توك تروج لمحتوى زائف لخلق شعور مزيف بأن الأزمة مستمرة وعلى نطاق واسع.
وأشار إلى مقطع فيديو مُفبرك عبر تيك توك يُظهر جنديًا من الحرس الوطني يستعد “لاستخدام الغاز ضد المتظاهرين”، حصد أكثر من 960 ألف مشاهدة قبل أن يتم حذفه بعد فضحه من قبل BBC.
وأوضح أن الفوضى المعلوماتية الحالية تشبه إلى حد كبير ما حدث خلال احتجاجات جورج فلويد عام 2020، ولكن مع تفاقم خطورة الذكاء الاصطناعي في 2025، أصبح التمييز بين الحقيقي والمزيف أكثر صعوبة.
تضخيم حزبي وإشاعات عسكرية
وأكد د. الديك أن منصات التواصل أصبحت ساحة لحرب معلوماتية حزبية؛ ففي حين يُصور مؤثرو منصة X (ذات التوجه اليميني) المتظاهرين كمخرّبين، يُدين مؤيدو منصة Bluesky (ذات التوجه اليساري) تدخل ترامب وإرساله الحرس الوطني.
كما لفت إلى انتشار إشاعات مثيرة، مثل منشور زائف على X زعم أن المكسيك تفكر في تدخل عسكري في لوس أنجلوس، وقد شاهده أكثر من مليوني مستخدم، إضافة إلى نظريات مؤامرة تزعم تمويل خارجي للمتظاهرين، وسط ضعف واضح في تدقيق صحة المحتوى.
دعوات للتحقق.. ومقاطع من عام 2020 تُستخدم مجددًا
وذكر الديك أن حاكم كاليفورنيا، غافين نيوسوم، ناشد الجمهور عبر X التحقق من مصادرهم قبل إعادة نشر المحتوى، في محاولة لاحتواء سيل المعلومات المضللة.
كما كشف أن مقطع فيديو نشره السيناتور تيد كروز يظهر سيارات شرطة محترقة، قد تم تقديمه وكأنه جديد، بينما يعود في الواقع إلى احتجاجات عام 2020، مما زاد من الارتباك المعلوماتي في ظل تصاعد التوترات الحقيقية على الأرض.