اشتباكات جديدة بين القوات الأفغانية والباكستانية وإغلاق المعابر لليوم الثالث
تجددت الاشتباكات المسلحة بين القوات الأفغانية والباكستانية على الحدود المشتركة بين البلدين، في أحدث تصعيد ميداني يعمّق التوتر القائم منذ أيام.
وأفاد مسؤول حكومي أفغاني للجزيرة بأن “اشتباكات عنيفة خاضتها قواتنا ليلة أمس مع القوات الباكستانية جنوبي البلاد”، دون أن يذكر تفاصيل عن حجم الخسائر.
ويأتي ذلك في وقت تواصل فيه السلطات الباكستانية إغلاق جميع معابرها الحدودية مع أفغانستان، وعلى رأسها معبر طورخم الإستراتيجي، لليوم الثالث على التوالي، بعد معارك عنيفة اندلعت بين الجانبين نهاية الأسبوع الماضي وأدت إلى سقوط قتلى وجرحى.
ويُعدّ معبر طورخم الشريان التجاري الأهم بين البلدين، إذ تمر عبره معظم البضائع القادمة من ميناء كراتشي إلى الداخل الأفغاني، إضافة إلى عبور آلاف المسافرين يوميًا.
ويخشى التجار المحليون أن يؤدي استمرار الإغلاق إلى خسائر اقتصادية كبيرة وتلف البضائع المتوقفة على جانبي الحدود.
توتر دبلوماسي متصاعد
وقالت مصادر حكومية باكستانية إن الوضع ما زال متوتراً رغم إعلان كابل في وقت سابق إنهاء عملياتها العسكرية.
وأكدت المصادر أن الحكومة الأفغانية رفضت طلبًا رسميًا باكستانيًا لإرسال وفد إلى كابل عبر القنوات الدبلوماسية، بعد أن امتنعت الخارجية الأفغانية عن منح التأشيرات لأعضاء الوفد دون توضيح الأسباب.
وكانت العاصمة الأفغانية كابل قد شهدت، الخميس الماضي، انفجارًا كبيرًا نُسب إلى غارة جوية باكستانية استهدفت منطقة مارغا في ولاية باكتيا الحدودية.
وأعلنت السلطات الأفغانية حينها أن الهجوم أدى إلى مقتل وإصابة عدد من المدنيين، متهمةً إسلام آباد بـ”انتهاك السيادة الأفغانية”.
وردّ الجيش الباكستاني لاحقًا بإعلان مقتل 23 من جنوده في الاشتباكات الأخيرة، فيما قالت كابل إن 9 من جنودها لقوا مصرعهم في المواجهات الحدودية.
وفي وقت سابق، أعلنت أفغانستان وقف عملياتها الانتقامية ضد باكستان استجابة لوساطة قطرية وسعودية، غير أن الميدان يشهد منذ ذلك الحين خروقات متكررة واشتباكات متقطعة.
وتتهم إسلام آباد حركة “طالبان باكستان” باستخدام الأراضي الأفغانية لتنفيذ هجمات ضد قواتها، وهو ما تنفيه كابل بشدة.
وتشترك الدولتان في حدود يبلغ طولها 2640 كيلومتراً تضم عدة معابر حيوية، تشكل محوراً للتجارة الإقليمية والعلاقات الاجتماعية بين الشعبين على جانبي الحدود.




