د. رضوي الشاذلي تكتب: الحرب العالمية الثالثة .. حين ينطق الصمت النووي… وتبدأ نهاية العالم!

منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، والعالم يعيش على حافة الهاوية النووية.
مع كل أزمة دولية، يعود السؤال المُرعب: هل سنشهد حربًا عالمية ثالثة؟
لكن هذه المرة، لن تكون المعارك ببنادق وجيوش على الأرض فقط… بل بأزرار نووية قادرة على محو مدنٍ بأكملها في دقائق.
فهل نحن على أعتاب الكارثة الكبرى؟ وهل ما زال هناك مَن يملك الشجاعة للضغط على الزر؟
أولاً: من يمتلك مفاتيح الدمار؟
اليوم، هناك 9 دول نووية معروفة، وعلى رأسها:
الولايات المتحدة وروسيا (تملكان أكثر من 90% من الترسانة النووية في العالم)
الصين، فرنسا، بريطانيا (قوى نووية رسمية)
الهند، باكستان، كوريا الشمالية، إسرائيل (قوى نووية غير رسمية أو خارج معاهدة الحد من الانتشار النووي)
كل واحدة من هذه الدول تمتلك ما يُعرف بـ “الردع النووي”، لكن في حال فقدان السيطرة أو حدوث استفزاز ضخم… قد يتحوّل الردع إلى استخدام فعلي.
ثانيًا: ماذا لو اندلعت الحرب؟
إذا اندلعت حرب عالمية ثالثة نووية:
الضحايا بالملايين في الساعات الأولى.
مدن كاملة تختفي.
سحب نووية تغطي السماء، تغير المناخ لعقود.
انهيار الاقتصاد العالمي.
نهاية الحضارة كما نعرفها.
العلماء يسمّون هذا السيناريو بـ “الشتاء النووي”، حيث ينخفض الضوء والحرارة عالميًا بسبب الغبار النووي، ما يسبب مجاعات وكوارث بيئية.
ثالثًا: هل اقتربنا من الزر؟
في السنوات الأخيرة، ارتفعت حدة التوترات:
الحرب الروسية الأوكرانية أعادت فكرة استخدام الأسلحة النووية إلى الخطاب السياسي.
أزمة الصين وتايوان تحمل نذر مواجهة مع أمريكا.
تهديدات كوريا الشمالية المستمرة بتجارب نووية متكررة.
إيران وإسرائيل على فوهة بركان نووي محتمل.
كل هذه الملفات تجعل المشهد العالمي كمن يجلس فوق برميل بارود نووي، ينتظر شرارة صغيرة.
رابعًا: هل يمكن إنقاذ العالم؟
رغم كل هذا التوتر، لا تزال هناك:
معاهدات دولية مثل START ومعاهدة الحد من الانتشار النووي.
تحركات دبلوماسية وإنذارات مبكرة.
منظمات ضغط عالمية تسعى لنزع السلاح النووي.
لكن السؤال الأهم: هل تكفي هذه الجهود في عالم تحكمه المصالح والخوف؟
الحرب العالمية الثالثة قد لا تبدأ برصاصة… بل برسالة مشفّرة، أو بخطأ في نظام إنذار، أو بقرار متهور من قائد لا يرى سوى القوة