عزام التميمى يكتب : ملاحظات حول الضربة الإسرائيلية لإيران

ما كان نتنياهو ليجرؤ على توجيه ضربة لإيران في العمق منها لولا أنه يحظى بمباركة من ترامب، وما تنصل إدارة هذا الأخير من العملية إلا خداع.
مجدداً، يثبت هجوم فجر الجمعة 13 يونيو (حزيران) على إيران أن نظامها مخترق حتى النخاع بشبكات تجسس وتخريب إسرائيلية.
منذ عقود والإسرائيليون يغتالون علماء إيران وقادتها، ولا يجدون صعوبة في ذلك بفضل ما يتوفر لديهم من خلايا عميلة داخل إيران.
عندما يكون نصف الشعب على الأقل ضد النظام الذي يحكمه، فلن يصعب على خصوم هذا النظام تجنيد عملاء يساعدونه في تحقيق أهدافه.
ليس مستبعداً أن يكون الرئيس الإيراني السابق رئيسي قد قضى نحبه في عملية اغتيال، أحرجت النظام، فصمت، كما أحرجتها من بعد عملية اغتيال اسماعيل هنية.
ليس سراً أن نسبة كبيرة من الإيرانيين ساخطة، ولا توالي نظام الجمهورية الإسلامية، الذي قد يبدو من حيث الشكل ديمقراطياً ولكنه في واقع الأمر ثيوقراطي.
كما خسرت إيران منذ الثورة في 1979 تعاطف كثير من الناس في المنطقة، وفقدت بريقها كنموذج يحتذى في الانتصار للمستضعفين في كثير من مناطق العالم الإسلامي، بسبب محاولاتها المستمرة للهيمنة واستخدامها التشيع وسيلة لذلك.
كان الاختراق الأمني قد قوض حزب الله من قبل، ولا يستبعد أن يفضي إلى تقويض النظام في إيران.
إقليمياً، باتت إسرائيل الآن تهيمن فعلياً على كل المنطقة الواقعة من الفرات إلى النيل.
كل الأنظمة الحاكمة المحيطة بفلسطين المحتلة إما عاجزة مشلولة أو متواطئة، بل وموالية. وهذا ما يجعل أي رد إيراني على الهجمات الصهيونية أمراً بالغ الصعوبة.
بينما الأجواء العربية مفتوحة أمام الطيران الإسرائيلي إلا أنها مغلقة في وجه المسيرات والصواريخ الإيرانية.
يزيد من عمق المأساة أن إيران لا تملك فيما يبدو أسلحة دفاعية قادرة على التصدي للطيران الإسرائيلي المنتهك لأجوائها.