العالم العربي

في عزلة رقمية قاتلة.. صحافيون في غزة يواجهون الخطر لنقل الحقيقة إلى العالم

رغم الانقطاع التام للإنترنت والاتصالات لليوم الثالث على التوالي، يواصل الصحافيون الفلسطينيون في قطاع غزة تحدي الحصار الرقمي والقصف الإسرائيلي، عبر المخاطرة بحياتهم لإيصال مشاهد المجازر إلى العالم، في ظل تعمد واضح لفرض تعتيم إعلامي على ما يجري في القطاع.

الصحافيون، في غياب أي وسيلة اتصال فعالة، يلجأون إلى مناطق مفتوحة وخطيرة كميناء غزة المرتبط بالشبكات الإسرائيلية، محاولين التقاط إشارات ضعيفة تتيح لهم إرسال تقارير وصور، وسط تحليق مكثف للطائرات واستهدافات متكررة.

ويواجه الصحفيون خطرًا مضاعفًا، حيث سبق أن تم استهداف مستخدمين لهذه الشرائح، وسط تأكيدات من مصادر أمنية بأن إسرائيل تتابع تلك الإشارات وتستغلها لتحديد مواقعهم.

معركة يومية في الميدان

يقول الصحفي معاذ العمور، إن ميناء غزة أصبح المنفذ الوحيد للاتصال، لكنه مكشوف تمامًا للزوارق الإسرائيلية، ويشهد تحركات بحرية واستهدافات متكررة، موضحًا أن مهمة رفع المواد الصحفية تستغرق ساعات طويلة في ظروف بالغة الخطورة.

أما الصحفي ميكائيل بهار، فأشار إلى أن “المراسلين يدفعون الاشتراكات من خارج غزة للحصول على الخدمة، ويعملون لساعات تحت الشمس وفي مناطق غير آمنة فقط لنقل المعلومة”، محذرًا من أن “الأنظار تتجه نحو إيران بينما تُترك غزة في ظلام إعلامي شبه كامل”.

وفي السياق ذاته، يصف المصور محمود عيسى الاتصالات في غزة بأنها “مشلولة تمامًا”، مؤكدًا أن الصحفيين “ينقلون الحقيقة من قلب النيران بينما يتجاهل العالم ما يجري”.

تعتيم إعلامي ومجازر مستمرة

تواصل إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 عدوانها على القطاع، وسط اتهامات واسعة بارتكاب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين. وتشير الإحصائيات إلى سقوط أكثر من 182 ألف قتيل وجريح، إضافة إلى آلاف المفقودين والنازحين، في ظل مجاعة متفاقمة وانهيار شامل للخدمات الأساسية.

وبينما يستمر العدوان الإسرائيلي على إيران في التصدر الإعلامي، تحذر المؤسسات الحقوقية من أن غزة تدفع الثمن في صمت، تحت غطاء إعلامي مشلول، وعزلة رقمية متعمدة تعيق نقل الحقيقة وتوثيق الجرائم.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى