قافلة “الصمود” المغاربية ترابط على أبواب سرت الليبية وتتمسك بالعبور نحو غزة: لا عودة للخلف

أعلنت “قافلة الصمود المغاربية لكسر الحصار عن غزة”، اليوم الجمعة، استمرار اعتصامها على مشارف مدينة سرت الليبية شرقي البلاد، مؤكدة تمسكها بالوصول إلى قطاع غزة رغم العراقيل الميدانية، في وقت تتصاعد فيه الأصوات الشعبية المغاربية لدعم الفلسطينيين في وجه الإبادة الجماعية الإسرائيلية المستمرة منذ أكتوبر 2023.
وفي اتصال هاتفي مع وكالة الأناضول، قال نبيل الشنوفي، المتحدث باسم القافلة: “لا نزال مرابطين عند مدخل مدينة سرت، ولم يُسمح لنا بالمرور حتى الآن، رغم استكمالنا كافة المتطلبات التي طلبتها سلطات الشرق الليبي، من بينها تقديم قائمة بأسماء المشاركين”.
وكانت قوات من الجيش والأمن الليبي قد أوقفت القافلة مساء الخميس عند مدخل سرت، في انتظار موافقة سلطات بنغازي على استكمال المسار نحو الشرق الليبي، ومن ثم إلى الحدود المصرية.
وأوضح الشنوفي أن القافلة “تخيم تحت شمس حارقة وبلا تجهيزات كافية”، مشيراً إلى إمكانية عقد اجتماع مع مسؤولين ليبيين في الشرق لبحث الأزمة.
من جهته، ناشد المتحدث باسم القافلة وائل نوار في مقطع فيديو عبر فيسبوك، الليبيين القريبين من موقع القافلة تقديم الدعم، قائلاً: “نحتاج إلى خيام ومياه باردة ووحدات صحية متنقلة، والشمس حارقة”.
وشدد نوار على أن القافلة “لا تتبنى أي موقف سياسي تجاه ليبيا أو أي دولة عربية”، مؤكداً أن هدفها الوحيد هو التضامن مع الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة.
وكانت وزارة الخارجية بالحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب قد رحّبت أمس بالقافلة، مع تأكيدها ضرورة احترام الضوابط المصرية المعلنة بشأن زيارة المنطقة الحدودية.
وفي السياق ذاته، أكدت مصر، الأربعاء، تمسكها بالضوابط التنظيمية للزيارة، مشددة على أن هذه الإجراءات تهدف إلى ضمان سلامة الوفود الزائرة في ظل خطورة الوضع الأمني.
وتضم قافلة “الصمود” أكثر من 1500 ناشط من دول المغرب العربي، وتعد من أضخم التحركات الشعبية التضامنية مع غزة منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية في أكتوبر 2023، والتي خلفت أكثر من 182 ألف قتيل وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب مجاعة مميتة ونزوح جماعي واسع.
وتهدف القافلة إلى الوصول إلى مدينة العريش المصرية، ومنها إلى معبر رفح الحدودي، في محاولة لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ سنوات، في وقت تشهد فيه المنطقة أوسع موجة تضامن دولي وإقليمي مع صمود الفلسطينيين في وجه ما وُصف بأنه “إبادة جماعية ممنهجة” بدعم أمريكي.