
في تطور خطير وغير مسبوق، أقدم الكيان الصهيوني على توجيه ضربة جوية دقيقة استهدفت اجتماعًا رفيعًا يُعتقد أنه ضم قيادات عسكرية واستشارية من الحرس الثوري الإيراني والمخابرات في وجود بعض علماء الطاقة النووية، وبالطبع لم تضيع إسرائيل الفرصة السانحة،
وقررت البدء في الهجوم فورا!.. هاجمت إسرائيل مقر الإجتماع واسفر الهجوم عن قتل رئيس الاركان الإيراني محمد حسين باقري و حسين سلامي قائد الحرس الثوري الإيراني واللواء غلام علي رشيد نائب رئيس هيئة الأركان والعالمين النوويين مهدي طهرانشي وفريدون عباسي وعدة قيادات أخرى من المخابرات وعلماء الطاقة النووية داخل مقر الحرس الثوري الإيراني.
هذه الضربة التي وصفت بأنها “استراتيجية وغير تقليدية”، لم تكن مجرد تصفية لقائد أو عملية انتقامية، بل تمثل حلقة محورية ضمن مشروع إقليمي كبير عنوانه: تفكيك محور المقاومة، وتحجيم إيران إلى الأبد.
الاختراق الكبير: فشل استخباراتي إيراني؟
تكشف الضربة عن اختراق استخباراتي عميق للمنظومة الإيرانية، وهو ما يثير تساؤلات خطيرة: كيف وصلت “إسرائيل” إلى توقيت ومكان اجتماع حساس بهذا الحجم؟
هل هناك اختراق بشري داخل القيادة الإيرانية؟ أم أن التفوق السيبراني قد مكن العدو من اختراق غرف القيادة والسيطرة؟
الواقع أن هذه الحادثة تعيد للأذهان اغتيال قاسم سليماني، ولكن في صورة أشد قسوة: إذ تسدد الضربة مباشرة لهيكل التنسيق الإيراني في الميدان، ما يشير إلى تآكل خطير في منظومة الأمان والسرية داخل أجهزة الحرس الثوري وأذرعه الخارجية.
الهدف أعمق: تحجيم إيران لا اغتيال أفراد.
الضربة لا يمكن قراءتها كعملية أمنية معزولة، بل هي جزء من استراتيجية شاملة تسير فيها تل أبيب وواشنطن بخطى متسارعة، تهدف إلى:
- تجريد إيران من نفوذها الإقليمي النشط في سوريا ولبنان والعراق واليمن.
- إسقاط “ردع الوكلاء” الذي تستند إليه طهران في تهديد أمن الاحتلال.
- دفع إيران إلى مربع الدفاع دون القدرة على المبادرة أو التصعيد.
ويبدو أن الكيان الصهيوني يعتبر أن الفرصة سانحة الآن، في ظل انشغال إيران بمعركة غزة، وارتباكها الداخلي، واشتداد الضغوط الاقتصادية عليها، لإطلاق عملية تآكل منهجية ضد الحرس الثوري وأذرعه.
أمريكا في المأزق: ضوء أخضر أم تجاوز للخطوط؟.
الضربة تضع واشنطن أمام معادلة مربكة: هل كانت الضربة بتنسيق أمريكي؟ أم أن “إسرائيل” تجاوزت الخطوط الحمراء مجددًا؟
وهل هذه العملية تعقّد الجهود الأمريكية في منع الحرب الشاملة، أم تخدمها عبر استباق الصدام الكبير؟.
ما هو مؤكد أن هذه العملية أربكت المفاوضات السرية وغير المباشرة بين طهران وواشنطن بشأن غزة واليمن والعراق، وربما أطاحت بها كليًا، على الأقل في المدى المنظور.
ماذا عن القضية الفلسطينية؟
رغم أن الضربة لم تكن موجهة إلى غزة، فإن آثارها تصل مباشرة إلى قلب القضية الفلسطينية، فهي:
- تضعف التنسيق بين المقاومة ومحورها الإقليمي.
- تزيد من الضغوط على حركات المقاومة في الداخل.
- تصرف الأنظار عن جرائم الحرب المستمرة في القطاع.
- وقد تُستخدم لتبرير مزيد من التوحش في المعركة بحجة “مواجهة المحور الإيراني”.
ما الذي ينتظر المنطقة؟
المنطقة تقف على حافة تطورات دراماتيكية، من أبرز ملامحها المحتملة:
- رد إيراني جزئي أو شامل، مباشر أو عبر الحلفاء.
- تصعيد إسرائيلي ضد لبنان أو سوريا أو غزة.
- توسيع دائرة العمليات الاستخباراتية والاغتيالات.
- انهيار التهدئة المؤقتة في اليمن والعراق.
كل هذه المؤشرات توحي بأن الضربة قد تكون بداية فصل جديد في حرب الاستنزاف المفتوحة بين “إسرائيل” ومحور المقاومة، وربما تمهيدًا لمواجهة كبرى تغير شكل الإقليم.
ختاما: الضربة ليست النهاية بل البداية.
الضربة الإسرائيلية الأخيرة ليست مجرد عمل عسكري عابر، بل علامة فارقة في مسار إعادة تشكيل الشرق الأوسط.
هي ضربة في الجسد الإيراني، لكنها موجهة أيضًا إلى: قلب حزب الله. عمق القضية الفلسطينية.
مستقبل التوازنات الإقليمية.
ونحن أمام أحد احتمالين:
إما تراجع إيراني حذر تحت الضغط، يُترجم إلى تحجيم حلفائها.
أو رد واسع النطاق يُشعل جبهة جديدة في حرب لم تعد باردة ولا محدودة.
وفي الحالتين، يبدو أن الكيان الصهيوني يراهن على إنهاك محور المقاومة بالتقسيط، تمهيدًا لتصفية نهائية للملفات الكبرى في المنطقة… وعلى رأسها فلسطين..
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون .