أحزاب وبياناتالعالم العربي

غد الثورة: إسرائيل تتمادى بعدوانها علي ايران، والمثلث الحدودي ليس ساحة للاعتداء على السودان

في سياقٍ يتجاوز كل الأعراف، ويخترق صراحة نصوص القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، نفّذت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانًا جديدًا استهدف الأراضي الإيرانية، مساء أمس، في تصعيد غير مسبوق يهدد السلم الإقليمي، ويجر المنطقة إلى مزيد من الانفجار والفوضى.

إن هذا العدوان لا يمثل فقط خرقًا فاضحًا للمادة (2/4) من ميثاق الأمم المتحدة التي تحظر استخدام القوة أو التهديد بها ضد سلامة أراضي أي دولة، بل يتعارض كذلك مع قواعد اتفاقيات جنيف الأربعة، لا سيما فيما يتعلق بحماية المدنيين، ويمثل انتهاكًا صارخًا لأحكام القانون الدولي الإنساني، وللقواعد العرفية التي تجرّم العدوان خارج نطاق التفويض الأممي.

وفي هذا التوقيت المشحون، تأتي تطورات ميدانية بالغة الخطورة في المثلث الحدودي الرابط بين مصر والسودان وليبيا، بعد ما تردد من أنباء مؤكدة عن تحرّكات لميليشيات خليفة حفتر بالتعاون مع ميليشيات الدعم السريع، التي تحظى بدعم مباشر من دولة الإمارات، في محاولة لاستغلال هذه المنطقة الحيوية لتنفيذ اعتداءات ضد الشعب السوداني الشقيق، وضد قواته المسلحة الوطنية.

إن ما يحدث من انتهاكات وتجاوزات في هذا المثلث الحدودي لا يمكن اعتباره إلا استفزازًا مباشرًا، وخطرًا حقيقيًا يُهدد الأمن القومي المصري، كما يمس صميم السيادة السودانية، ويعمّق جراح وطن يُقاتل وحده دفاعًا عن استقلاله، وعن وحدة ترابه.

حزب غد الثورة الليبرالي المصري، إذ يدين بشدة هذه الانتهاكات المتزامنة على أكثر من جبهة، فإنه يُحذر من مغبة استباحة الحدود المصرية لاستخدامها منصةً للعدوان، أو ساحةً لتصفية الحسابات الإقليمية على حساب الشعب السوداني وجيشه.

ويطالب الحزب القوات المسلحة المصرية باتخاذ ما يلزم من إجراءات رادعة وفورية لحماية الحدود الجنوبية الشرقية، ومنع الميليشيات غير الشرعية – أيًا كانت تسمياتها أو داعميها – من تهديد الأمن والاستقرار في هذا الإقليم المتشابك.

كما يجدد الحزب موقفه الثابت الرافض لكل أشكال التدخلات الخارجية والعدوان العسكري الذي تُمارسه إسرائيل بشكل ممنهج، سواء في غزة أو طهران أو في أي مكان من هذا الشرق الجريح، ويؤكد على ضرورة اصطفاف القوى المدنية والحقوقية في مواجهة هذا الانفلات من قواعد القانون والعدالة الدولية.

ختامًا، يوجّه الحزب نداءه إلى المؤسسات الدولية، وفي مقدمتها مجلس الأمن، للقيام بمسؤولياتها، وإنهاء الصمت الدولي المريب تجاه الانتهاكات المتكررة، سواء تلك التي تقوم بها إسرائيل أو وكلاؤها في ساحات أخرى، تحت عباءة التحالفات الصامتة.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى