صراخ إنساني أمام الصمت الرسمي وقافلة الصمود تصطدم بجدران التجاهل

أجهش آلاف النشطاء بالبكاء مع اقتراب قافلة الصمود التي تضم ما يزيد عن 7 آلاف ناشط من الحواجز الرسمية التي سدت الطرق نحو غزة وأطفأت شموع الأمل في عيون المنهكين من مشاهد الدم والدمار المتكرر
استغاث متضامنون من أكثر من 80 دولة أمام أبواب أُوصدت في وجوههم وهم يلوّحون بأعلام فلسطين وأكفهم المرتعشة تمسك صور الأطفال المحاصرين خلف أسلاك التجويع والنسيان
أعربت أسر شهداء ومصابين من قطاع غزة عن ألمها من انكسار القافلة على تخوم المعابر بينما كانت تنتظر أن ترى العالم يعبر إليها لا أن يدير وجهه بعيداً عن مأساتها
توسل مشاركون في القافلة عبر مقاطع مصورة نشروها على مواقع التواصل بعيون دامعة ورسائل تفيض قهراً أن يُفتح الطريق ولو ليوم واحد فقط لإدخال جرعة كرامة إلى من حوصروا حتى العظم
بكت شعوب عربية أمام مشاهد توقيف العشرات من النشطاء في مطارات القاهرة وموانئ ليبيا ومنعهم من مواصلة الرحلة إلى غزة رغم حملهم مساعدات وأدوية وأحلام
انتقد مراقبون ومحللون سياسيون ما وصفوه بـ”الموقف المزدوج” لبعض الحكومات التي تعلن دعمها لغزة أمام الكاميرات بينما تضيّق على قوافل التضامن في صمت يخنق النخوة
انهالت ردود الفعل على منصات التواصل الاجتماعي مصحوبة بعبارات الغضب والخذلان من قرار منع القافلة من بلوغ وجهتها واعتبار ذلك وصمة في جبين الضمير الإنساني
تألم نشطاء في القافلة من وصفهم “بعناصر متطرفة” من قبل المسؤولين الإسرائيليين وهو ما رأوه طعناً في نواياهم الإنسانية وتحريفاً لمعاني التضامن الأممي
شكا مشاركون من عراقيل تعسفية ومنع دخولهم رغم امتلاكهم الوثائق القانونية وسعيهم لتنفيذ تحرك سلمي لا يحمل سوى الأمل والإغاثة للمحاصرين
انهمرت الدموع على خدود المشاركين عند مشارف الحدود وهم يهتفون لفلسطين ويصرخون في وجوه الصمت بأن غزة ليست وحدها ولن تكون
صرح منسقو الحملة بأنهم لم يواجهوا فقط الجدران السياسية بل صدمة معنوية قاتلة حين لم يجدوا أي جهة رسمية تستجيب لنداء الإنسانية
أكدت منظمات حقوقية دولية أن منع القافلة يعتبر خرقاً صريحاً لكل القوانين الدولية المتعلقة بحرية التعبير وحقوق الإنسان وتقديم العون للمدنيين وقت الكوارث
بهذا المشهد المؤلم يبقى السؤال الجارح معلقاً: هل أصبح التضامن تهمة والرحمة تهديداً؟